العرب اليوم

بالمستندات .. وصلة 1200 متر بتكلفة مليون جنيه لمشروع الصرف الصحي بقري جراجوس تهدر 55 مليون جنيه تحت التراب منذ 5 سنوات بقنا

العرب اليوم _ إسراء محارب

دون أن اشعر وجدت نفسي أثناء محاولتي معرفة سبب توقف مشروع الصرف الصحي بقري جراجوس  التابعة لمركز قوص بقنا عن العمل بالرغم من اكتماله وأنهاء جميع محطاته فى فيلم (أرض النفاق) للفنان الكبير فؤاد المهندس وأتذكر تحديدا كيف أن نقصان (شنكل) من أحد شبابيك مبنى المصلحة قد دفع مديرها (الفنان حسن مصطفى) إلى إرسال العديد من الشكاوى والخطابات المسجلة بعلم الوصول لإجبار المقاول على تركيب (الشنكل)، الأمر الذى استنزف الكثير من الأموال والأوراق والأوقات، وأدى إلى تشكيل العديد من اللجان الفرعية والثانوية والمنبثقة بهدف تركيب (الشنكل)!..

ومع كل أزمة أو مشكلة يتم تشكيل لجنة جديدة لبحث الأمر، وربما تشكل اللجنة لجنة أخرى فرعية، واللجنة الفرعية تشكل لجنة منبثقة، وهكذا استمر تشكيل اللجان فى مشروع الصرف الصحي بقري جراجوس لمدة خمس أعوام منذ 2009 تاريخ تسليم المشروع وحتي مشارف 2015 ، بدء العمل في المشروع فى 2004 وعقب التسليم تبين أنه يحتاج إلى وصلة  1200 متر حتى تصل إلى الوصلة الموجودة أسفل السكة الحديد وبالتالي تصل إلى محطة الرفع الرئيسية بمدينة قوص وحتى تكون في مأمن عن السكة الحديد ومشاكلها الفنية المبلغ المطلوب تقريبًا يتراوح ما بين واحد مليون إلى 2 مليون جنيه.

القصة تهم مجلس قروي جراجوس التابع إلى مركز قوص محافظة قنا يضم خمس قريهم (جراجوس ،الجملية ،الجزيرة، الشعرانى ،الحلة )  ، ويبلغ عدد المستفيدين من المشروع حوالى 7500 أسرة تم اختيار المجلس القروي نتجية توافر الشروط وحاجة أكبر عدد من الأسرة للمشروع بناءا المعايير الأساسية قامت بتحديدها شركة مياه الشرب والصرف الصحي المشروع يعمل على تزويد عدد كبير من الأسر و السكان بخدمات الصرف الصحي، حوالى 7500 أسرة اى  ما يقرب من  أربعين ألف فرد تقريبًا.

أكد بعض الأهالي على وجود آثار واضحة للمياه الجوفية تتمثل فى رشح شديد في العديد من مباني القرى وتصدع أساسات المنازل ، كما توجد تأثيرات على نهر النيل بسبب وقوع قرى الجمالية والحلة وجزيرة مطيرة على ضفاف النيل بالإضافة إلى أن قريتي الشعراني وجراجوس تقعا بالقرب منه أيضًا.

 دور الصندوق المصري السويسري …

قام الصندوق المصرى السويسرى للتنمية بالتعاون مع  هيئة  الخدمات الاجتماعية للتنمية التي عملت كوسيط بين البنك السويسري وأربع جمعيات هم: جمعية تنمية المجتمع بالحلة، وجمعية تنمية المجتمع بجزيرة مطيرة، وجمعية تنمية المجتمع بالجمالية، وجمعية تنمية المجتمع بالشعراني، وذلك للاستفادة من التبرعات والجهود الشعبية، حيث تراوحت قيمة تبرعات الأهالي مابين 800 إلى 1200 جنيه للأسرة الواحدة، وتم إسناد المشروع إلى شركة مختار للمقاولات وشركة مياه الشرب والصرف الصحي.

بدأ المشروع فعليًا فى 23 / 6 / 2004 وكان من المفترض انتهائه في 30 / 6 / 2008، ولكن تم الانتهاء تمامًا من الخطوط الرئيسية والفرعية والوصلات المنزلية فى 30/5/2009، ورغم تسليم المشروع للجهة المسؤولة إلا أنه لم يدخل الخدمة حتي الآن.

مكونات المشروع

 شبكة مياه شرب بطول 16 كم عدد 2 خزان مياه علوي وعدد 2 محطة مياه شبكة صرف صحى متكاملة بطول 50 كم و عدد 6 محطات رفع وعدد 9000 وصلة منزلية وقد بلغت تكلفة المشروع55مليون جنيه، كانت مساهمات من الصندوق السويسرى والحكومة المصرية ومن الأهالي (المستفيدين).

الموزانة المرصودة للمشروع

يساهم الصندوق المصري السويسري بمنحة تقدر بــ27,748,478(سبعة وعشرون مليون وسبعمائة وثمانية وأربعون ألف جنيه وأربعمائة وثمانية وسبعون جنيهًا مصرىَا). فيما قدمت الجمعيات الشريكة والأهالي بتبرعات بقيمة  8,860,167 (ثمانية ملايين وثمانية وستون ألفو مائة وسبعة وستون جنيهًا مصريًا) أما عن مساهمة الحكومة فتقدر بــ 18,577,100 (ثمانية عشر مليون وخمسمائة وسبعة وسبعون ألف ومائة جنيه مصري) ليصبح إجمــالى المشروع : 55,185,745 خمسة وخمسون مليون ومائة وخمسة وثمانون ألف وسبعمائة وخمسة وأربعو نجنيهًا مصريًا.

ما تم أنجازه من المشروع والملبغ الذي تم صرفه.. تم الانتهاء من 9000 و صلة منزلية داخل الشوارع بالقرى، وكلفت الأهالي من 700 إلى 900 جنيه للفرد الواحد كما تم الإنتهاء من كافة محطات الرفع داخل القرى، وتكلفت 2 مليون جنيه من الصندوق السويسري،منها محطتين رئيسيتين واحدة في قرية الشعراني وأخرى فى جراجوس ليصب فيهما ست محطات فرعية من باقي القرى ثم تصب تلك المحطات الفرعية فى محطة الرفع الرئيسية بمدينة قوص لتصب فى الأحواض فى العليقات.

أنجز الصندوق جزء من الوصلة الذي يمر بالطريق الغربي من القرى لمدينة قوص وتكلف المشروع  50 مليون جنيه.

المشكلة فى 83 متر وصلة ..

 اصبح استكمال الوصلة البالغ طولها 83 متر  محطة الطرد  النهائية بقرية العليقات بقوص لا تعمل حيث تمت المرحلة الأولى من محطة معالجة المياه، والصرف الصحى بقرية العليقات وإنشاء أحواض برك الأكسدة الذى يقوم بمعالجة مياه الصرف الصحي وصرفه اللغابة الشجيرية ونفذت المرحلة الأولى لكي تستوعب مياه الصرف لمركز قوص وبما أن كمية المياه من مركز قوص  أقل من حجم برك الأكسدة التي أنشئت،   فلذلك يمكن أن  تستوعب الصرف الصحي لمركز قوص ومجلس قروي جراجوس لمدة سنة مؤقتًا حتى يتم تنفيذ المرحلة الثانية من برك الأكسدة ولكن الإشكالية هنا تحديدًا هي عدم تسليم وزارة الزراعة للجزء الناقص من الغابة الشجرية لاستيعاب جميع مياه الصرف الصحي المعالجة.

كما تم عمل شبكة  الانحدارو لكن لم يتم توصيلها بمحطة رفع مركز قوص لأنه لم يتم عمل ماسورة الدفع النفقي أسفل السكة الحديد، لأن ذلك يتطلب دفع تأمين من الشركة المنفذة للوصلة لهيئة السكة الحديد ، وكذلك وجود إمكانيات فنية لدى الشركة المنفذة، وتبعد هذه الوصلة عن خط السكة الحديد 12متر وقد أوقفت شركة مختار العمل فيها مؤخرًا لعدم وجود مستخلصات مالية تكفي لانتهاء من الـ40 متر المتبقية من تلك الوصلة،علمًا بأن تكلفة هذه الوصلة تتراوح ما بين 750 إلى 900 ألف جنيه،للانتهاء منها.

المشروع متوقف بسبب ….!!

يحتاج المشروع إلى غابة شجيرية بمقدار 300 فدا نومتوفر الآن 200 فدان صالح لاستخدامها كغابة شجيرية ويجدر الإشارة أيضًا أنه تم الإتصال بالمهندس عادل أبوالمجد إستشاري المشروع وأكد أنه يوجد مقترح بديل عن وصلة 83 المتعلقة بالسكة الحديد وذلك عن طريق مد خط الطرد مسافة 1200 متر حتى تصل إلى الوصلة الموجودة أسفل السكة الحديد وبالتالي تصل إلى محطة الرفع الرئيسية بمدينة قوص وحتى تكون في مأمن عن السكة الحديد ومشاكلها الفنية.  المبلغ المطلوب تقريبًا يتراوح ما بين واحد مليون إلى 2 مليون جنيه.

وتبين من المستندات أن  الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى هى المسئولة عن التشغيل والصيانة فقط ، أما الهيئة العامة لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحى فهى الهيئة الحكومية المسئولة عن تنفيذ المشروع وتسليمه للشركة القابضة ما حدث فى مشروع الصرف الصحى بمجلس قروى جراجوس أنه تم تسليمه قبل إنهاء كافة المحطات والوصلات للشركة القابضة وذلك بعد نهاية مدة الخمس سنوات مدة اقامة المشروع وتشغيله ففى 2009 كان الصندوق المصرى السويسرى ينهى اعماله فى مصر لذلك فهو كان يريد انهاء كافة الاعمال المتعلقة به .. لذلك فان المشروع تم تسليمه للشركة القابضة رغم انه لم يكن قد تمت جميع الوصلات اللازمة .

الآثار البيئية لعدم وجود شبكة الرف الصحي بقري جراجوس

تعاني قرى جراجوس من تأثر المنازل بالرشح عليها من الخارج مما يعرض جدرانها للتآكل ، يوجد بقرى جراجوس انتشار واسع للعديد من الأمراض خاصة وأن مجلس قروي  جراجوس يعتبر بركة من المياه الجوفية ،فضلاً عن انتشار الباعوض والحشرات فى المنطقة بسبب طفح البيارات فى المكان.

تكاليف نزح البيارات يكلف نزح البيارات شهريًا من 30 إلى 50 جنيه للنقلة الواحدة على حساب المواطنين الخاص،مع مراعاة أن كل أسرة تنزح أكثر من مرة فى الشهر.

التخلص من مخالفات الصرف فى الترع

تقوم عربات الكسح بإلقاء مخلفات الصرف الصحي في الترع و المصارف وهو ما يخالف (قانون النظافة العامة ومخلفات البناء)وينص تعديل أحكام القانون رقم 68 لسنة 67 بشأن النظافة العامة المعدل بالقانون رقم 47 لسنة  2014على “عدم الإخلاء بأى  عقوبة ينص عليها فى قانون آخر يعاقبب الحبس أو بالغرامة لاتقل عن عشرين ألف جنيه ولا تتجاوز مائة ألف جنيه لكل من ألقى مخلفات أعمال الهدم والبناء والحفر فى الطريق العام والميادين والأماكن الأثرية”،  كما أن هذا السلوك يترتب عليه انتشار العديد من الأمراض مثل أمراض الفشل الكلوي، بالإضافة إلى أن الأطفال يقومون بالاستحمام فى الترع والمصارف مما يترتب عليه أضرار صحية خطيرة.

الأهالي ومشروع الصرف الصحي

 قال إبراهيم توفيق –أحد أهالى جراجوس- أن وفد من القرى الخمس المتضررة ذهب للشكوى في كل من مجلس مدينة قوص والهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى،اللذان أكدا أنه لا يمكنا استخدام شبكة الصرف الصحي القائمة بوضعها الحالي إلا بعد زيادة عدد أحواض الطرد النهائي بقرية العليقات بقوص.

كما أكد حسن عربي – أحد أهالي القرية  ،أن مشروع الصرف الصحي بقرى قوص بشكل عام بدأ منذ عشر سنوات،ولكنه حتي الآن لم يتم تشغيله، مشيرًا إلى أن المشكلة تفاقمت بسبب استخدام الأهالي لشبكات الصرف التي لم تكتمل ولا تصلح للعمل بعد أن صرفوا عليها مبالغ طائلة،مما أدى إلى طفح المجارى ،وإلي تشكيل  مستنقعات من المياه الملوثة بالقرى ،فقام الأهالي بردم البيارات الغير محكمة الإغلاق بالرمال وفي بعض الأحيان بالزلط لعدم وعيهم بأضرار ذلك،مما يتطلب تكاليف أكبر لإصلاح التلف الناتج عن ردمها فى حال استكمال المشروع.

ويتعارض هذا  مع كلام مهندسة شركة الشرب والصرف الصحي،التي أوضحت أنه يمكن لمجلس قروي جراجوس استخدام أحواض برك الأكسدة بالعليقات –الخاصة بمعالجة مياه الصرف الصحى  التي تستخدمها مدينة قوص لمدة سنة حتي يتم إنشاء المرحلة الثانية من برك الأكسدة الخاصة  بها ،مضيفة أن المشكلة هي عدم تسليم وزارة الزراعة للجزء الناقص من الغابة الشجرية لاستيعاب جميع  مياه الصرف الصحى المعالجة.

وبسؤال الحاج عثمان محمد-رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية المجتمعة بقرية الحلة- عن أسباب توقف مشروع الصرف الصحى قال”إن المواطنين في حال شكوى دائمة في الوقت الذي قابل المسؤولون ذلك بالإهمال والاستهتار”،مضيفًا أن محافظ قنا استدعى مديري الجمعيات بالخمس قرى ،ورئيس الهيئة القومية للشرب والصرف الصحى،حيث أكد رئيس الهيئة القومية للشرب والصرف الصحى في هذا

الاجتماع أن تلك القرى تمثل ثلث مدينة قوص،لذلك فهم يحتاجوا إلي ميزانية تقدر بـــ 30 مليون جنيه لعمل أحواض فى قرية العليقات ، وذلك حتى تستوعب طاقة صرف الخمس قرى

وقال أحد الأهالي –طلب عدم ذكر اسمه- “أنه منذ خمس سنوات والمياه أصبحت مثل البحر فى المناطق المنخفضة والناس غرقت ،وبينما يحدث هذا فإنه لا يوجد أي  اهتمام من المسؤولين ،مضيفــًا أن الأهالي خسروا الكثير من أموالهم دون استفادة وكان من الأفضل وضعها فى البنوك والتكسب منها”.

واستنكر عادل محمد – صاحب سوبر ماركت بقوص – عدم مراقبة المسؤولين والمستثمرين للمشروع طيلة هذه الفترة والإضرار بالمال العام للدولة ،متسائلً الماذا أنفقوا كل هذه الأموال دون متابعة صرفها في مكانها المناسب،وكيف وافقت الهيئة العامة للشرب والصرف الصحي علي استلام المشروع من شركة المقاولات المسؤولة –وهي شركة ”مختارإبراهيم“- دون التأكد من جودة المشر

 

10822470_952850778076690_271266126_n

شكوي إلى محافظ قنامستندات شبكة المياه والصرف الصحي بقوص (2)

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: