الفنان المصري محمد رمضان

محمد رمضان : حياة العشوائيات أقسى من مشاهد «عبده موتة»

استطاع الفنان الشاب محمد رمضان أن يحقق نجاحا كبيرا على شاشة السينما في الشهور الأخيرة، فبعد نجاحه في تقديم شخصية «البلطجي» في فيلم «الألماني»، استطاع أن يحقق نجاحا أكبر من خلال فيلمه الجديد «عبده موتة»، الذي حقق أعلى إيرادات عند عرضه في موسم عيد الأضحى، متفوقا على العديد من النجوم في مقدمتهم ياسمين عبدالعزيز .
ويكشف محمد رمضان  في هذا اللقاء  عن  تفاصيل تجربته في فيلم «عبده موتة» ورؤيته لشخصية الشاب الذي يعمل في تجارة المخدرات، كما يكشف عن حقيقة علاقته بالفنانة الشابة حورية فرغلي .
ما الذي جذبك لفيلم «عبده موتة» ؟

فيلم «عبده موتة» يرصد جزءا من الواقع الذي تعيشه مصر حاليا، فالمجتمع ليس فقط الأحياء الراقية والقصور التي لا نراها إلا في بعض الأفلام والمسلسلات، فهناك أيضا عشوائيات وفقراء وبلطجية ونماذج إنسانية جديرة بأن نقدمها على شاشة السينما، خاصة أن جزءا من الدور الذي تلعبه السينما هو نقل الواقع والتعبير عنه، لذلك تحمست لفيلم «عبده موتة» ليرصد نموذجاً موجوداً بالفعل في المجتمع لشاب يعمل «ديلر» أو وسيط في تجارة المخدرات لأنه يحلم بالثراء السريع، فهذا الشاب لديه طموح، ولكنه طموح سلبي يؤدي في النهاية إلى موت صاحبه .

هل تعاطفت مع «عبده موتة» ؟
لم أتعاطف معه، لأنه ليس هناك مبرر أيا كان لكي يسلك أي شخص طريق تجارة المخدرات، لأنه بهذا السلوك يدمر أجيالاً كاملة من الشباب، لكنني حاولت أن أنظر للشخصية بعين محايدة دون أحكام مسبقة، فرأيت أن «عبده موتة» شخصا طيبا في حقيقته، لكن لديه طموح شيطاني ، ورغبة في الثراء تفوق إمكانياته، وهذا ما جعله يعمل في تجارة المخدرات لأنها أسرع الطرق لتحقيق هدفه .

لكن البعض انتقد الفيلم لأنه يطرح القضية بشكل مبتذل ؟
رغم أنني أحترم النقد وأهتم بما يكتب عني ، إلا أنني أرفض هذا الاتهام جملة وتفصيلا، لأن الفيلم حاول أن ينقل الواقع كما هو دون تزييف، وواقع مثل هؤلاء الناس الذين يعيشون في الأحياء الشعبية، ربما يكون أكثر قسوة مما شاهده الجمهور في الفيلم، فالسينما ليس من ضمن أدوارها تجميل الواقع ولكن نقل الواقع كما هو، وعلى من يتهم الفيلم بمثل هذه الاتهامات أن يذهب بنفسه لمثل هذه الأحياء الشعبية التي يسكنها الفقراء ليشاهد الواقع بنفسه، قبل أن يتهمنا بتقديم فن مبتذل .

هل جاءت مثل هذه الانتقادات بسبب الأغاني الشعبية التي تم تقديمها في الفيلم ؟
ربما يكون هذا صحيحا، لكنني لا أرى أي ابتذال في الأغاني الشعبية التي تم تقديمها في الفيلم ، خاصة أن نفس هذه الأغاني نسمعها يوميا في الأفراح بالأحياء الشعبية وتلقى إعجاب الشباب هناك، والأغاني في «عبده موتة» جزء من نسيج الفيلم ، وتعبر عن الحالة العامة التي يعيشها الناس في المناطق الشعبية .
لكن الفيلم تضمن أغنية تسيء لآل البيت ؟
أعتقد أن موضوع أغنية «يا طاهرة يا أم الحسن والحسين» التي تم تقديمها في الفيلم آخذت مساراً خاطئاً في النقد، لأننا كفريق عمل من المستحيل أن نقصد أو نتعمد الإساءة لآل البيت، كما أن هذه الأغنية يتم تقديمها في الكثير من الأفراح بالأحياء الشعبية ولم نخترعها، وعموما المنتج أحمد السبكي تصرف بحكمة عندما أعلنت بعض الجهات غضبها من الأغنية وقام بحذف جملة «يا طاهرة يا أم الحسن والحسين» لإثبات حسن النوايا .

هل أصبحت الأغاني الشعبية تميمة الحظ للأفلام ؟
لا شك أن الأغنية بشكل عام تلعب دورا مهما حاليا في الترويج للأفلام من خلال الإعلانات التي يتم عرضها على الفضائيات، كما أن هناك شريحة كبيرة من الشباب يعجبها هذه النوعية من الأغاني التي يطلقون عليها «المهرجانات الشعبية» .

ما حقيقة منعك من النزول لدور العرض بالقاهرة للترويج للفيلم ؟
لم يتم منعي، ولكن مدير أمن القاهرة طلب من أحمد السبكي منتج عدم نزولي أو أي من أسرة الفيلم إلى دور العرض بوسط القاهرة للترويج للفيلم حتى لا يتسبب ذلك في أزمات مرورية أو زحام شديد أمام دور العرض قد ينتج عنه بعض حوادث التحرش الجنسي، واحترمنا كفريق عمل هذا التوجيه وقمنا بتنفيذه .

ما سبب توقيعك عقد احتكار مع المنتج أحمد السبكي قيمته 2.5 مليون جنيه ؟
رغم الهجوم الذي يتعرض له أحمد السبكي بين حين وآخر إلا أنه يظل منتجا جريئاً، ولديه القدرة على ضخ دماء جديدة في السينما المصرية، سواء من ممثلين أو مؤلفين أو مخرجين، ويكفي أن أفلامه تحقق أعلى الإيرادات في السينما حاليا، وأنا لم أوقع معه عقد احتكار، لأنني لا أعتبر نفسي سلعة، وما وقعته هو عقد بفيلمين سيتم تقديمهما في الفترة القادمة بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم «عبده موتة» وتصدره شباك التذاكر كصاحب أعلى الإيرادات في موسم عيد الأضحى .

هل كنت تتوقع أن يحقق «عبده موتة» أعلى الإيرادات في موسم عيد الأضحى ؟
بصراحة، كنت أتوقع أن يحقق الفيلم إيرادات كبيرة، لكنني فوجئت بأنه الأعلى بين كل الأفلام التي تم عرضها، خاصة أن موسم العيد كان يضم أفلاما لنجوم أصحاب جماهيرية كبيرة، في مقدمتهم الفنانة ياسمين عبدالعزيز، وعموما أنا سعيد بالإيرادات التي حققها الفيلم لأنها أكبر دليل على النجاح .

البعض يرى أنك تكرر نفسك ، وأن تجربتك في «عبده موتة» تشبه تجربتك في فيلم «الألماني» فما رأيك ؟
هذا الكلام ليس صحيحا، ففيلم «الألماني» الذي يعد أول بطولة مطلقة لي على شاشة السينما، مختلف تماما عن «عبده موتة»، وربما جاء هذا الإحساس لبعض من لم يشاهدوا «عبده موتة» عندما شاهدوا الإعلانات التي تم عرضها على الفضائيات، فشخصية عبده موتة الذي يسعى للثراء عن طريق تجارة المخدرات، مختلفة تماما عن شخصية الألماني الذي يتخذ «البلطجة» مهنة، وأعتقد أن الفارق كبير جدا بين الشخصيتين .

لكن طبيعة الشخصيات التي تقدمها تشبه بعضها ؟
الفوارق بين الشخصيات اليت تعيش على هامش المجتمع بسيطة جدا، وهذا ما يجعل البعض يشعر بنوع من التشابه، لكنني كممثل أعرف كيف أقدم شخصيات مختلفة، والممثل الموهوب هو الذي يستطيع أن يقدم نفس الشخصية بأكثر من أداء وبأكثر من شكل مختلف.

هل صحيح أنك قفزت من فوق أحد الكباري في النيل أثناء التصوير ؟
نعم، ففي أحد المشاهد قمت بالقفز من أعلى كوبر عباس بالقاهرة في النيل، ورفضت الاستعانة بدوبلير رغم أنني شاهدت الموت بعيني أثناء تصوير هذا المشهد، لكن سعادتي لم تكن توصف عندما خرج المشهد بشكل جيد، لأنني استطعت أن أقدم هذا المشهد بشكل واقعي نال إعجاب الجمهور.

ما حقيقة وجود قصة حب بينك وبين الفنانة الشابة حورية فرغلي ؟
لا توجد قصة حب بيني وبين حورية، فنحن صديقان، وأعتز بالعمل معها لأنها ممثلة موهوبة وصاحبة حضور قوي على الشاشة، وربما خرجت هذه الشائعة لأننا قدمنا عملين معا هما مسلسل «دوران شبرا» ثم فيلم «عبده موتة»، فضلا عن أن نجاحنا في «عبده موتة» جاء بعد انفصالي عن زوجتي .

هل تزعجك مثل هذه الشائعات ؟
بالتأكيد تزعجني، لأن حياة الفنان الخاصة يجب أن تظل بعيدة عن عمله ، فضلا عن أن مثل هذه الشائعة لا تتعلق بي بمفردي، ولكنها تمس أيضا زميلة عزيزة أتشرف بصداقتها .

أين أنت من الدراما التلفزيونية ؟
بعد النجاح الذي حققته في السينما من خلال فيلمي «الألماني» و»عبده موتة» فإنني أسعى للتركيز في السينما، لأن لدي الكثير من الأحلام التي أريد تحقيقها، وعموما تجاربي التلفزيونية كانت قليلة رغم أنني أعتز بها، وآخرها تجربتي في مسلسل «كاريوكا» مع النجمة وفاء عامر في شهر رمضان الماضي، والذي قدمت من خلاله شخصية الرئيس الراحل أنور السادات .

ما هي أبرز أحلامك كممثل ؟
أحلم بتقديم أفلام ناجحة، وأن أجسد شخصيات عديدة تعبر عن الشباب في مصر، وأن أصل بالفيلم المصري إلى العالمية، ولن أنسى تشجيع الفنان العالمي عمر الشريف لي عندما شاركت معه في مسلسل «حنان وحنين» عندما قال لي أنني أمتلك القدرة على الوصول إلى العالمية .

هل معنى هذا أنك تحلم بالعالمية ؟
أعترف بأنني أحلم بالعالمية، لأن هذا الحلم مشروع بالنسبة لأي ممثل لديه الموهبة والطموح، لكنني أحلم بالوصول إلى العالمية من خلال عملي في السينما المصرية، بأن أقدم أفلاماً تعبر عن واقعنا وتنال جوائز في المهرجانات الدولية .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: