ما اعظم الشهر الفضيل الذي أنزل فيه القرآن الكريم ، ان عظمة شهر رمضان مستمدة من عظمة القرآن ، وعظمة القرآن مستمدة من عظمة الله سبحانه ، فرمضان عظمته وحرمته في نفس المؤمن تكون بقدر تعظميه لربه سبحانه وتعالى ، وبقدر ابتعاده عن حرمات الله، وصدق رسولنا الكريم حين قال ” ان الله فرض عليكم فروضاً فلا تضيعوها ،وحدَّ حدوداً فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها.
ولا يختلف اثنان على ان الشهر الفضيل فرصة للمصالحة والمسامحة وكذا فرصة للتغيير والمصارحة , ففيه يتصالح المسلم مع نفسه ومع الناس ؛ فيتصالح مع نفسه بمراجعتها ومحاسبتها وبدء صفحة جديدة من التغيير إلى الأفضل والأحسن , فيتعلم من الصيام تربية الضمير على التقوى وحسن مراقبة الله تعالى , تحقيقا لهدف الصوم , قال تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) سورة البقرة .
ولاشك أنه وبقدوم الشهر الفضيل ينشرح صدره لأعمال الخير والبر , قال تعالى : {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (125) سورة الأنعام.
رمضان شهر الخير والمصارحة – بقلم ياسر عبد القوي
عضو اتحاد الاعلاميين العرب