مواقع اغتيال صلة الرحم

بقلم محمد صلاح دندش

هل تسببت مواقع التواصل الاجتماعى والتكنولوجيا الحديثة فى قطع اواصر صلة الرحم والعلاقات الاجتماعية بين البشرعامة وابناء الاسرة الواحدة خاصة ؟  ..فلم نعد نستخدم الواتس والفايبر والفيس بوك والتانجو والماسينجر والتويتر والانستجرام فى عمل مفيد والبحث عن معلومة ..او خلق علاقات اجتماعية جديدة كما تسمى مواقع التواصل الاجتماعى ..فتحولت الى مواقع قطع العلاقات الاجتماعية واغتيال صلة الرحم والقربى ..فمثلا فى مناسبة هلول شهر رمضان كان الجميع زمان  يتسابقون فى زيارة الجيران والاهل والاقارب والاصدقاء ليلة رؤية هلال الشهر الكريم لتقديم التهانى والتمنيات ..ومع اذان المغرب يوميا تجد اطباق الحلوى واشهى الاطعمة تتداول بين الشقق والجيران ..وفى المساء تجد سهرات السمر والدردشة فى المنازل والشوارع والحارات والمقاهى ..اما فى العصر الحالى فاصبحت التهانى مع المناسبات لا تزيد عن رسالة مجانية على الفيس او الواتس وبالصدفة حين تجد اسم صديق او قريب امامك مصادفة ترسل له التهنئة كنوع من الواجب والروتين ..وربما تتكاسل وتتثاءب وتقوم بعمل بوست على صفحتك الشخصية تهنىء الجميع دفعة واحدة وببلاش ..وان تكرمت تقوم بالرد على من يرد لك التهنئة ..هل هو نوع من الكسل ام اصبحت العلاقات الاسرية والاجتماعية ليس لها قيمة  ولاتزن كثيرا فى هذا الزمان ..رغم تعليمات ديننا الحنيف بوصل الرحم والحرص عليها..ورغم تأكدنا انه لا احد يعيش بمفرده او وحيدا دون عزوة  واقارب واهل واصدقاء. عزيزى القارىء اسأل نفسك كم كان عدد اصدقاءك زمان وكم صديق فى حياتك حاليا ؟  ستجد الفارق كبير ..وربما لاتجد فى خانة اصدقاءك احد او صديقا على الاكثر ..هل العيب فى الاصدقاء ام فيك شخصيا ..هل تواصلت مع من طلبوا وسعوا لصداقتك ..ام تهربت من صداقاتهم ..اسأل نفسك متى كانت اخر زيارة قمت بها لاحد اقاربك ..وكم قريب لديك لم تراهم اوتسمع صوتهم منذ زمن بعيد ؟ ..كلها اسئلة سألت نفسى عنها وكانت للاسف الاجابات سلبية ولومت وعاتبت نفسى ..قبل ان الوم احد ..
بصراحة استخدمنا  اسوأ ما فى التكنولوجيا الحديثة ولم نقترب من فوائدها ..ربما يكون الشهر الكريم فرصة لاعادة صلة الرحم والاهل والاصدقاء ..حتى نشعر بالدفء العائلى والامان الاسرى .

 نائب رئيس تحرير مجلة اخر ساعة – اخبار اليوم

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: