العرب اليوم

مجددا.. في محبة شيرين والدعاء لها بالخير !.. بقلم الحسيني محمد

نريد أن نتفق بداية، حتى يطمئن الأصدقاء الذين يشفقون علينا، من تناول موضوعات يرونها أقل شأنا من أن تشغل بالنا، أنه من المستحيل أن ينشغل الإنسان طيلة نهاره وليله بالقضايا الكبرى السياسية والاقتصادية وغيرها.

* مهما كانت اهتمامات أي شخص، فنحن في النهاية بشر، نحب ونكره، ولنا عواطفنا ومشاعرنا وميولنا الفنية والرياضية وغير ذلك من الاهتمامات والانشغالات البسيطة.

* حين تقترح أن يدعو الناس لشيرين بالخير، يقول لك البعض : أفضل أن ندعو أولا لمن هم أهم وأولى من شيرين بالدعاء. ونقول له : “لقد ضيقت واسعا، يا أخا العرب”. فلنا رب كريم عظيم، لو أنك دعوت للمليارات الثمانية من سكان البسيطة، وأجاب دعوتك حقا، لما نقص ذلك من ملكه شيئا.

* يذهب آخرون إلى أن هذه الفنانة لا تستحق الدعاء، لأنها “عصت” و”فعلت وفعلت”.
ولهؤلاء نقول ما قاله النبي، صلى الله عليه وسلم، لبعض أصحابه، حين عاقب شاربا الخمر، “فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ بَعْضُ القَوْمِ: أخْزَاكَ اللَّهُ! قَالَ: لا تَقُولوا هَكَذَا؛ لا تُعِينُوا عليه الشَّيْطَانَ”.

* نعم يمكن أن نكره سلوك الإنسان العاصي، لكن لا نكرهه هو، بل إنه أحق وأولى بأن ندعو له بالخير والهداية.

* مهما رأيت من قوة شخص ما أو ثرائه ونفوذه، فالإنسان عموما في النهاية هش وضعيف، وليس هناك أحد لا يحتاج إلى الدعاء، ومد يد العون إليه.

* لدينا مشكلة كبيرة في النظر إلى كل الفنانين، على أنهم “مردة” و”شياطين” و”يستاهلوا الحرق”. وهي نظرة قاصرة ولا تتفق مع الواقع الذي يؤكد لنا أن الفنانين كغيرهم من البشر، تنطبق عليهم قاعدة “ليسوا سواء”. وحتى من يجنح منهم، فإن الله غفور رحيم، وهو سبحانه “يقبل التوبة ويعفو عن السيئات”. وكم رأينا من نماذج تعي بعد غفلة، وتهتدي بعد شرود عن الطريق المستقيم.

* أخيرا فإن هناك من يجد في نفسه حرجا، أن يدعو لفنان أو فنانة بالخير. ولكل إنسان أن يقدر ما يراه مناسبا، وموافقا لحاله، لكن لا تصد غيرك عن الدعاء لمن شاء بالخير والهداية والبركة والعافية.

كاتب صحفي 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: