ياسر عبد القوي يكتب: نعم لزراعة الأمل .. لا لهدم الوطن والمجتمع

تتنوّع وسائل الإعلام في وقتنا الحاضر بشتى الأشكال، فمنها الراديو، والتلفاز، والمحطات الفضائية، والإنترنت واقع التواصل، والجرائد، والكتب، والندوات الإعلامية، وغيرها من الوسائل الإعلامية الأخرى.

والجميع يدرك أهمية الإعلام ودوره الإيجابي في التأثير على المجتمع .
ومما لاشك فيه أن الإعلام مرآة المجتمع.. إنعكاسا لأوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية السائدة بالدولة ، ودوره نقل الأحداث وسبل معالجتها ومناقشة السلبيات بشفافية وحيادية بين مختلف الآراء.

ولكن للأسف الشديد لدينا قصور عظيم في التوعية بما يحدث من إنجازات واقعية لمشروعات قومية عملاقة علي أرض المحروسة سواء من التليفزيون الرسمي الغير مشاهد أو الفضائيات الخاصة لتغير بوصلة المصلحة الوطنية ما بين قصور الإبداع والإمكانيات أو صراعات المصالح لملاكها والتمويل والإعلان وجذب المشاهد ، في إنعدام وجود خطة إعلامية مدروسة أو جهة حاكمة أو ميثاق شرف يلزم أطرافه في ظل عدم استقرار الأوضاع واستهداف داخلي وخارجي أو قانون حبيس الإرادة قبل الأدراج.

علينا أن ندرك تماما أن الإعلام مهنة ذات رسالة.. أهمها توحيد الهمم والصفوف والإسهام في حل الأزمات للمجتمع خاصة في ظل محن الوطن وتهديد استقراره ووحدته بإعلاء مصلحته ويرسخ دعائم كل فئات الشعب ، ويقاوم كل ألوان الفساد والانحراف والانحلال لتاثيره عليهم عقلا وعاطفة وسلوكا ، لا أن يسخر لخدمة جهة أو فرد معين أو يقف حجر عثرة في سبيل طموحاته ومطالبه .

لذلك جاءت دعوة الرئيس السيسي في خطابه أثناء إطلاق مشروع تنمية محور قناة السويس بزرع الأمل للمواطنين بإعلام المشاهد أول بأول بما يحدث علي أرض الوطن من تنمية ومشروعات قومية ، وبتنظيم البرامج الإعلامية رحلات لكل المشروعات القومية تتكلف مليارات الجنيهات بالتغطية المكثفة للتدشين فقط ، ودون التعرف والمتابعة لهذه المشروعات علي أرض الواقع بصورة كاملة للمواطن حتي يتم التعرف علي الجهود الجبارة التي تقوم بها الحكومة من أجل أن تكون دولة حقيقية قوية وأمل لنمو اقتصادي وتوفير ملايين فرص عمل للشباب المتعطل عن العمل من أجل حياة كريمة لجميع أفراد الشعب المصري العظيم.

لا نريد إعلام .. يلهث للفرقة والإثارة وطموحه إظهار السلبيات وشواذ الموضوعات تتسابق فيه برامج التوك شو بمساحات زمنية كبيرة ووصلات ردح كأنهم في حلبة مصارعة أو ملاهي ماجنة وحوارات مسفة ، والإعلاميين الجدد في ثوب ثوار أو منافقين أو حاقدين أو محترفي كل الموائد في إستديوهات مكيفة وميكروفون يتساقط منه سم قاتل يصيب العقول بالتشاؤم والإحباط والقلوب بالوجع والآذان بالنشاز يرون التهويل في أوجه الصورة الواحدة ميزانا للقرب والكروه والوطنية والخيانة ، لأنهم ببساطة فقدي الثقافة والمعرفة والحس السياسي والوطني هدفهم صالح المالك لا المواطن ونفاق المسئول لا صالح الوطن.

نحن نحتاح .. إعلام محايد الرؤية مدافعا عن المصالحة الوطنية والمواطنين البسطاء ، يتعرف علي الإنجازات والسلبيات دون تهويل أو تهوين ، نحتاج مراسل لكل فضائية في كل قرية ونجع ونزول الكاميرات الي ميادين العمل والإنتاج وإبراز العامل البسيط والمزارع المكافح والتاجر الأمين والطالب المتميز والمرأة العظيمة والنماذج المشرفة والقدوة في كل مجال .

نعم لزراعة الأمل.. ولكن ليس بوجود بذرة صالحة للإعلام فقط نعم يحتاج روشته للتداوي بتشريعات ومواثيق شرف ليكون إعلام دولة وليس إعلام نظام مدافعاً عن الدولة والشعب والهوية المصرية.
– حب الوطن هو التفاني في العطاء لبلدك والاخلاص له، وهو شعور الانسان بولائه وانتمائه للأرض التي يقيم عليها ويشعر فيها بمحله وسكنه ورزقه وحياته وكرامته.

حب الوطن هو حب مرتبط بنبض القلب في الجسد والروح.
حب الوطن هو العمل بشرف في تعزيز الشعور في دفع البلد نحو رقيه وتقدمه، كلٌ في مجال عمله والتفاني والاخلاص في خدمته وبنائه والمحافظة على مكتسباته ومدخراته وممتلكاته.

عضو إتحاد الإعلاميين العرب 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: