العرب اليوم

ياسر عبد القوي يكتب : «انزل شارك.. ده واجبنا الوطني»

تمثل الانتخابات الرئاسية أكبر حدث سياسى فى مصر ، فهى أكبر استحقاق انتخابى فى مصر من حيث أهميته ، نظراً لمكانة وأهمية وطبيعة منصب رئيس الجمهورية ، ومهامه والاختصاصات التى منحها إياه الدستور المصرى ، فهو رمز الدولة ورئيسها الذى يمثلها فى علاقاتها الخارجية  ، ورئيس السلطة التنفيذية والحكم بين السلطتين  ، الذى يرعى مصالح الشعب ويحافظ على استقلال الوطن ووحدة أراضيه وسلامتها، ، وهو الذى يضع بالاشتراك مع مجلس الوزراء، السياسة العامة للدولة، ويشرفان على تنفيذها، ويدعو مجلسى النواب والشيوخ للانعقاد ويفض دور انعقادهما ، ويحل مجلس النواب ، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذى يعلن الحرب ، ويرسل القوات المسلحة في مهمة قتالية إلى خارج حدود الدولة ، وهو الذى يعين الموظفين المدنيين، والعسكريين، والممثلين السياسيين، ويعفيهم من مناصبهم، ويعتمد الممثلين السياسيين للدول والهيئات الأجنبية، وهو الذى يعلن حالة الطوارىء للبلاد.

ان تعزيز الديمقراطية وتعميق الممارسة السياسية ، وخلق مُناخ سياسى ملائم للتعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة التى  يقوم عليها النظام السياسي المصرى كما بينته المادة الخامسة من دستور 2014 المعدل ، لا يكون بالخطب والندوات والمؤتمرات ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى فقط ، وإنما يكون من خلال مشاركة المواطن مشاركة فعليه فى الانتخابات العامة وعلى رأسها انتخابات رئاسة الجمهورية ، فقد أولى الدستور عناية كبيرة لممارسة حق الانتخاب ، ففضلاً عن كونه حقاً دستورياً فقد نقلته المادة 87 من دستور 2014 المعدل إلى مصاف الواجبات العامة بقولها : “مشاركة المواطن في الحياة العامة واجب وطني” ، وهذا الواجب والحق ليس مقصوراً على المصريين فى الداخل فقط ؛ وإنما يمتد لكل مصرى فى الخارج طبقا للمادة  88 من دستور 2014 ، فما يفرق المواطن عن الأجنبى هو ممارسة الحقوق السياسية ، التى يتمتع بها المواطن دون الأجنبى ، فالانتخابات فرصة للتربية السياسية الصحيحة بحسبانها أفضل الوسائل للتعبير عن الإرادة الشعبية وممارسة الديمقراطية.

ومنذ قيام ثورة 30 يونيه نلاحظ فى كل مرة تجرى فيها الانتخابات الرئاسية تطوراً ونضجاً أكبر فى ممارسة الديمقراطية ، سواء من حيث ممارسة حق الترشح وما يرتبط به من توكيلات تأييد سواء أكانت شعبية أو من أعضاء مجلس النواب ، أو ممارسة الدعاية الانتخابية على كافة وسائل الإعلام وعقد الندوات والمؤتمرات ، وفى الانتخابات الحالية خاصة يظهر جلياً بوضوح قبول التعددية وقبول الآخر من جانب السلطة والأفراد على حد سواء ، حيث يعبر المرشحون عن توجهات سياسية مختلفة ، دون تضييق على أى مرشح أو اتجاه سياسى ، كما نلاحظ قبول الاختلاف فى الرأى بين المؤيدين لكل مرشح على أرضية وطنية واحدة قوامها الحفاظ على الأمن القومى للدولة ، فقد بدا المرشحون أكثر تفهما لضرورة الموازنة بين الحق والمسئولية وحماية الأمن القومى للدولة ، فى تصريحاتهم وممارستهم لدعايتهم الانتخابية ، فكل مرشح يُقدم نفسه للشعب المصرى ؛ كيفما يختاره لهذا المنصب الرفيع ، وسيتم الاحتكام إلى صناديق الاقتراع بحسبانها تعبر تعبيراً حقيقياً عن الإرادة الشعبية ، وتعكس آراء وأفكار وتوجهات الشعب المصرى ورؤيته لمن هو أصلح لقيادة مسيرة العمل الوطنى خلال السنوات الست القادمة .

.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: