توأما النصر .. بقلم محمد الحمامي

نحن نغوص في اعماق صفحات تاريخ اليمن على امتداد عشرات السنين، نجده معمَّراً بنضال الأجداد في سبيل تحقيق الحرية، والاستقلال، والتحرر من السلطنات والجماعات المتشبثة بالحكم على حساب شعب حر

وعلى جغرافيا الاستبداد، فقد سيطر الحكم الإمامي على شمال اليمن، بينما جثم الاستعمار البريطاني على جنوبه وأصبحا وجهان لعملة واحدة، الأمرالذي استدعى استمرار الكفاح اليمني المسلح ضد المستعمر سواء في شمال الوطن أو في جنوبه مستمداً قوته وإرادته من وعي الشعب وإيمانهم بأحقية التحرر والانتصار، حتى جاء أيلول الخالد ومعه ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 محققة النصر المؤزر على حكم الدولة المتوكلية (الحكم الإمامي) في شمال الوطن في باكورة نصرِِ يتلوه من (عدن) ضد استعمار المملكة التي لا تغيب عنها الشمس والذي جاء تتمةً لثورة أيلول، الرابع عشر من أكتوبر 1963 يوم الثورة الشعبية الجارفة لفلول الاستعمار، وباستمرار هذا النضال رحلت بريطانيا من جنوب الوطن وغابت شمس المملكة في 30 نوفمبر 1967وخرج الأحرار يعزفون موسيقى النصر على هتاف” برَّع يا استعمار برَّع”
وأشرقت شمس الحرية على غياهب الظلم والاستعمار وتوشح اليمنيون الشموخ بديلاً عن الانبطاح وانتهى بذاك التاريخ عصر السلطنات المتناثرة، والمشيخات المتناحرة، ليطغى صوت الكفاح على بندقية المستعمر دون هزيمة أو تقهقر

فالمناضلون آنذاك لم يكن في قواميسهم معنى للخضوع والتشرذم، ولا يؤمنون بتجزئة الرقعة الواحدة للوطن الواحد مهما كانت الإغراءات، وبذلك التحم نضال سبتمبر بتوأمه الأكتوبري، والتقى الأحرار تحت راية واحدة، لتكون سبتمبر رافداً وسنداً لثورة الرابع عشر من أكتوبر _والعكس صحيح_حيث اتخذ ثوار سبتمبر من مدينة (عدن) منطلقاً لمعارضة حكم الإمامة في الشمال ومن هناك كان الإعداد للإطاحة بحكم الهاشميين، وبالمقابل اتخذ أحرار اكتوبر من مدينتي (تعز) و(البيضاء) في الشمال مواقعاً للتدريب والإعداد ومنافذاً للتموين العسكري لمناهضة المستعمِر البريطاني في الجنوب واجمع كل الأحرار حينها أن يكون الهدف الأسمى هو إعادة الُّلحمة الوطنية للشطرين وإنهاء وجود المستعمِر

واليوم ونحن نحتفل بذكرى النصر الجنوبي الكبير ثورة الرابع عشر من اكتوبر وهي في ذكراها التاسعة الخمسين وقبلها ثورة السادس والعشرين من سبتمبر إذ نتوق لهذا الكفاح، ونتطلع لتلك الروح الوطنية الأكتوبرية، وإعادة صوت الحرية وتحويله نحو المصلحة الجامعة للتخلص من لصوص العصر في شمال الوطن وجنوبه، وإعادة ما سُلب من منجزات ثورتي سبتمبر واكتوبر والتحرر من اسعتمار جديد تغيرت فيه المسميات وتلونت الوجوه ليس إلا

هنيئاً لوطننا وشعبنا أعياد ثوراته الخالدة سبتمبر واكتوبر ونوفمبر، والمجد والخلود للشهداء صانعي الفجر من بذلوا الأرواح على الأكف ليعيش اليمن حراً عزيزاً شامخاً، والويل والنكال لمشاريع الاستعمار ودعاة التمزيق أرباب العمالة، الحالمين بعودة الأمس البائد .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: