النفط يفقد زخم الارتفاعات رغم الإجماع على تثبيت الإنتاج

فقد النفط خلال تداولات أمس زخم الارتفاعات الكبيرة التي وصلت به إلى اعلى مستوى في عام، مع اعلان روسيا استعدادها للمشاركة في اتفاق أوپيك المقترح لكبح الإنتاج، وذلك على وقع تكهنات «غولدمان ساكس» الذي أكد ان اتفاق خفض إنتاج النفط قد لا يعيد التوازن للسوق.واقترب النفط الخام خلال تداولات أمس من كسر حاجز 50 دولارا نزولا بعد بلوغه مستويات 53.73 دولارا، وهي الأعلى منذ أكتوبر 2015.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن تثبيت الإنتاج أو حتى خفضه هو على الأرجح القرار الصحيح للمحافظة على استقرار قطاع الطاقة.
وأكد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن هناك إجماعا يتبلور سريعا بين المنتجين في أوپيك وخارجها، مشيرا ان مساعي التعجيل باستعادة توازن السوق لا تتعلق بسعر النفط وإنما بتشجيع القطاع على استئناف الاستثمار.
وكشف روبرت دادلي رئيس شركة بي.بي أمس على هامش مؤتمر الطاقة العالمي الذي عقد في اسطنبول انه يتوقع استقرار أسعار النفط العالمية بين 55 و70 دولارا للبرميل حتى 2020.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر: إن الشركة تشعر بارتياح إلى أن أسعار النفط ستكون قد تعافت بحلول 2018 وان ظروف السوق ستكون ملائمة لما قد تكون أكبر عملية طرح عام أولي في العالم.
وخلال مؤتمر الطاقة العالمي في اسطنبول قال الناصر إن جميع الأسواق ما زالت تخضع للدراسة لطرح ما يصل إلى 5% من أرامكو.
مضيفا أن الشركة تخطط لاستثمار 300 مليار دولاروقالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير حديث لها إن الإنتاج العالمي للنفط قد يصبح متماشيا مع الطلب بسرعة إذا اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوپيك) مع روسيا على تقليص كبير وكاف في الإنتاج لكن من غير الواضح مدى السرعة التي قد يحدث بها ذلك إلى حين ظهور المزيد من التفاصيل.
منتجو «أوپيك» خسروا تريليون دولار خلال 3 سنوات

قال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوپيك أمس: إن منتجي «أوپيك» فقدوا أكثر من تريليون دولار من الإيرادات على مدار السنوات الثلاث الماضية، بسبب الانخفاض الكبير الذي شهدته أسعار النفط.
وأشار«باركيندو» على هامش حضوره لاجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في العاصمة الأميركية واشنطن إلى انخفاض الاستثمارات في القطاع النفطي بأكثر من 26% العام الماضي وبنسبة 22% أخرى متوقعة للعام الحالي.
وحول التقديرات الخاصة بعام 2017 أشار«باركيندو» إلى أنها «تبدو قاتمة للغاية»، مردفا بأنه للمرة الأولى في الذاكرة الحديثة لا تواجه «أوپيك» ثلاث سنوات متتالية من انخفاض الأسعار فقط، بل تشهد كذلك انخفاضا في النفقات الرأسمالية وخصوصا في الأعمال التمهيدية.
كما أشار «باركيندو» إلى أن معظم الخبراء والمحللين بما في ذلك صندوق النقد الدولي والبنك الدولي فشلوا جميعا في التنبؤ بشكل صحيح حول كم من الوقت سيستغرقه السوق لاستعادة التوازن.
وكان «باركيندو» قد صرح في أواخر سبتمبر الماضي بعد التوصل لاتفاق الجزائر بأن قرار «أوپيك» للحد من الإنتاج سيقطع شوطا طويلا في تحفيز تقليل حجم المعروض في الأسواق، لكنه اعترف مؤخرا بأن العبء لايزال كبيرا وأن السوق لم يتمكن من استعادة توازنه بالسرعة التي أرادتها دول المنظمة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: