العرب اليوم اهم الاخبار في مكان واحد
مع الموسيقى والفن الراقي وهدوء النفس يسمو المرء مع أحلى الجمل الموسيقية المتأصلة التي تدور بنا حول العالم، وفي ليلة من أجمل الليالي ونحن على أرض الكويت، وتحديدا وفي أروقة مسرح دار الآثار الإسلامية، شعرنا وكأننا نمشي في بلاد الأندلس ومبانيها القديمة مع فرقة موسيقية ذات تناغم فني رائع، فبيدٍ من ذهب عزفت أنغاما هزت وجداننا مع عازف الغيتار المحترف حسن جمعة الذي فتن الجمهور بأدائه المتناسق، وبدأ بمقطوعة إسبانية تفاعل معها الجمهور حبا وإعجابا.
ووصل جمعة إلى قمة الأصالة مع أغنية الفنان القدير عبدالرب إدريس «ليلة لو باقي ليلة»، حيث شدا بها بأسلوبه وصوته العذب وأثبت مدى تفاهمه العالي مع أفراد الفرقة الموسيقية التي أبهرت الجمهور وأشعرتنا بأجواء فنية لا مثيل لها.
وأرجعنا حسن جمعة إلى عبق ماضينا الجميل بعزفه لألحان غناية «البوشية» والتي مزج فيها الماضي بالحاضر بالثقافات المختلفة، ليثبت في تلك الليلة ان الموسيقى ليس لها بلد، كالطائر الرحال الذي يحوم بنا في جميع أرجاء العالم.
وفي فقرة غنائية رائعة اطل علينا ضيف الشرف الفنان حمد العماري، الذي زاد الحماس في الأمسية، حيث بمجرد دخوله بدأ الجمهور في التصفيق والترحيب به، اثباتا للحب والتقدير لذلك الفنان الذي كان يتوسط الجماهير وكان مفاجأة الحفل.
وسلطن حمد إلى أبعد مدى ولم يكتف بأغانيه المعتادة بل احتفى بجمهوره وخصهم بأغنية حصرية لم تصدر إلى الآن عن الغربة والعودة الى الوطن والام، وأثرت الاغنية في الحضور، لاسيما ان فيها مشاعر رقيقة دافئة تعبر عما في قلوبهم. وأبكى العماري الجمهور بصوته الحنون العذب، وتقول بعض كلمات الاغنية: «مريت بشوارعها.. صوب البيت القديم سكة مألوفة.. يايمه تمحي حاضر اليم.. ومبسم امي العودة يلالي.. في صباح كله امل.. اه ياريحة ثوبج يايمه».
«وولع» حمد الاجواء بأغنية «مشغول»، واسترسل بعدها بأغنية دمجت بين الإسباني والخليجي بحنكة فنية عالية، وانخرطت الفرقة مع العماري، فتارة نسمع «الغيتار» يباري نغمات الكمان التي أدخلتنا حالة خاصة من الطرب مع صوت العماري الشجي، وأذهلتنا رقصات الفلامنكو مع الراقص الاسباني «خوسيه» وضربات رجله المحكمة، وأيضا وبدون سابق إنذار تدخل الفنانة آلاء الهندي التي أدت أداء جميلا مع العماري.
وكانت خاتمتها مسكاً ومضت تلك الليلة الإسبانية الكويتية بأسمى معاني الفن الراقي، وبعدها انهال الجمهور للتصوير مع الفنانين، وقدموا لعازف الغيتار لوحة بها صورته تقديرا لما قدمه.
