المديرس: مستقبل العبدلي.. زراعية أم نفطية.. مزارعوها حائرون!

دعا المزارع عبدالله المديرس الى اقامة مهرجان للتمور المحلية تنظمه الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية في مكان مرموق وواسع في الكويت كي تتيح للكثير من المزارعين الكويتيين عرض انتاجهم الفاخر من التمور وتسويقه بأسعار مناسبة لمحبي التمور المتزايدين في البلاد.
وقــال فـي حديـثـــه لـ «الأنباء»: إن العديد من مزارعي العبدلي والوفرة مصابون بالإحباط من جراء رداءة تسويق منتجاتهم من نخيلهم المثمر، فيتركون الثمر على النخلة من دون حصد أو جمع خصوصا ان هذا الحصاد يحتاج الى عمالة زراعية صرنا نفتقدها منذ بضع سنوات حتى الآن!متمنيا ان يُقام مصنع لتعبئة التمور لشركة «سعف» على غرار مصنعها الكبير في منطقة الوفرة الزراعية!أين البحوث والدراسات الزراعية؟وافتقد المزارع «المديرس» البحوث والدراسات الزراعية خصوصا فيما يتعلق بالآفات والأمراض النباتية التي صارت تتفشى في العديد من مزارع الكويت في السنوات الأخيرة لأسباب عديدة من أبرزها كثرة الواردات من الخضراوات والثمريات الى أسواق الكويت من كل حدب وصوب!وقال: إن جهود هيئة الزراعة في مكافحة الآفات الزراعية الضارة أو مقاومتها جهود متواضعة، فلم تعد تلتزم بصرف الأدوية المستحقة لكل مزرعة في موعدها (شهريا)، وفي حالة قيامنا بشراء الأدوية الناجعة والفعالة تكون أسعارها عالية وغالية تشكل عبئا جديدا على ميزانية الكثير من المزارعين في العبدلي والوفرة.
وتحدث بإسهاب عن تفشي حشرة سوسة النخيل الحمراء التي تفتك بالآلاف من النخلات المثمرة وغير المثمرة في العبدلي، ورغم مرور بضع سنوات على تفشي هذه الحشرة المدمرة لثروتنا النخلية فإن هيئة الزراعة لا تحرك ساكنا لديها لمكافحتها المكافحة الشاملة إذ يتطلب الأمر تسيير حملات متقاربة ومنتظمة من قبل فرق خبيرة ومدربة ومجهزة بالآليات والأدوية المناسبة الى جميع المزارع المصابة في منطقة العبدلي.. وهذا ما لم يحدث حتى الآن للأسف الشديد.وحشرة سوسة النخيل الحمراء ليست الخطر الوحيد الذي يهدد ثروتنا النخلية بالدمار، فهناك خطر آخر يتمثل في تزايد الفئران والجرذان التي تقرض جذع النخلة وساقها حتى تسقطها وتسلب لبها فتحولها الى كتلة طولية من الخشب الأسود الذي لا حياة فيه، أو ثمر عليه!مستقبل العبدليوخلص المزارع «المديرس» الى القول ان تزايد عدد القسائم في منطقة العبدلي الزراعية لم يواكبه تطور او زيادة في الخدمات الحيوية من كهرباء وماء وكوادر فنية وأدوية ومبيدات.. الأمر الذي يربك العملية الانتاجية في هذه المنطقة الحدودية الاستراتيجية المهمة حاضرا ومستقبلا.. منتقدا بشدة الموافقات المسهبة على تجزئة المزارع الشاسعة في منطقة العبدلي الزراعية مما زاد عدد المزارع من دون ان تواكب هذه الزيادة ـ كما قلنا ـ زيادة في الخدمات، ومما زاد من إرباك المزارعين المنتجين في شمال الكويت وحيرتهم حديث كبار المسؤولين في الدولة عن استرجاع الدولة لمئات المزارع من حائزيها الحاليين في العبدلي للاستفادة من زيادة ضخ النفط وانتاج الغاز الطبيعي.. من دون ان يلي هذا الحديث إجراء حاسم أو فعلي، فلمصلحة من يحدث هذا كله في العبدلي؟ وما مستقبل المنطقة؟ فنحن المزارعين فيها ترانا مرة متفائلين بهذا المستقبل ومرة اخرى متشائمين، فنحن نرى جهودا حثيثة لإنشاء ميناء مبارك الكبير.. والتعمير في منطقة الصبية وتزويدها بالبنية التحتية اللازمة لتوزيع قسائم زراعية على نخبة من الكويتيين قريبا، وفي الوقت ذاته نسمع بل ونقرأ عن مئات المزارع التي تعتزم الجهات المعنية استرجاعها من حائزيها من دون ان نعرف كيف سيعوض هؤلاء الحائزون وأين ومتى.. مع انهم ضحوا بالكثير من الوقت والجهد والمال لتغدو العبدلي كما هي الآن منطقة غنية بالمزارع والعمائر.. التي تقدر بملايين الملايين من الدنانير!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: