المعتوق: لا بد أن تكون صفاتنا النفسية نقية لأن الجهاد الأكبر هو جهاد النفس

أحـيت الحـسـيـنـيـات والمساجد مجالس الذكر بمناسبة استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، حيث أشار الخطباء الليلة قبل الماضية إلى تزكية النفس البشرية من خلال المحاسبة الدائمة، خشية من الله عز وجل وطالبوا بضرورة ارتباط حياة الإنسان وتطابقها مع التعاليم الإلهية.وفي هذا السياق، اكد الخطيب في حسينية البلوش بالجـابـرية الشيخ حســيـن الـمـعـتـوق أن هناك عدة أمور لنــصل إلى الهدف مـع الـبـاري، الأول هـو صدق الـعهد مـع اللـه عز وجـل امـتـثـالا لـلآيـة الكريمة (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر).مبينا أن من يقرر الارتباط برب العباد يقرر أيضا الارتباط بالدين.
لافتا ان العهد من شـروط الإيــمان.متسائلا: «هل نحن من الذين وصفهم الله بهذه الآية (صدقوا ما عاهدوا الله عليه)؟ وهل لدينا الاستعداد من اجل الدين؟ وان نقدم الآخرة على الدنيا؟ لأنه لا يصلح أن يطيع الإنسان ربه ويعصيه في حالة مـتأصلة».وتابع المعتوق أنه يجب أن نحاسب انفسنا حتى نقيم أعمالنا في الدنيا، وكـمـا قـال الإمام موسـى الكاظم عليه السلام «ليس منا من لم يحاسـب نفسه في كل يوم، فان عـمل خيرا استزاد الله منه وحـمد الله عليه، وان عمل شيئا شرا استـغـفـر وتـاب إلـيـه».وأوضح أن هناك عدة أمور تتطلب المحاسبة، فيجب أن نحاسب أنفسنا على صفاتنا، لأن الإنسان الذي عنده أمراض نفسية يكون أقرب إلى الشيطان، لابد أن تكون صفاتنا النفسية صفات طاهرة نقية، وسرائرنا حسنة وليست خبيثة، لان الجهاد الأكبر هو جهاد النفس.
وزاد: علينا تقييم مستوى تفكيرنا، وهل يناسب تعاليمنا الإلهية.. بالحد الذي نتمكن معه من تحمل المسؤولية؟ وهل نملك هذا الوعي وهذه الروحية، لان الإمام علي عليه السلام اعتبر النجاة مرتبطة بالمعرفة.ودعا الشيخ المعتوق إلى تقييم حياتنا من الناحية الأسرية، ومعرفة مدى تحملنا مسؤوليتنا الأسرية، لان الله عز وجل يريد أن تكون هذه الأسرة صالحة ومتدينة.
وسيرتنا هي سيرة الصالحين، مشددا على ضرورة تقييم حياتنا في نطاق المجتمع، وهل حياتنا الاجتماعية تتوافق مع ما كان عليه الأنبياء والرسل والصالحين؟وأضاف أن الإنسان عليه تقييم نفسه من ناحية القضايا الكبرى، فعندما نسمع الإمام الحسين ينادي هل من ناصر ينصرنا فهل سنلبي النداء، والأمر ينعكس على اهم قضية للمسلمين وهي قضية فلسطين، ومع الأسف هناك أشخاص يقولون ما لنا وهذه القضية، مادام أننا نعيش في رغد وأمان، فهل تعتقد أن هؤلاء كانوا يوما في معسكر الدفاع عن الحسين؟!وأوضح المعتوق أن الإنسان يحاسب نفسه لأنها هي المنعطف لتغيير حياته بدءا من نفسه ومرورا بالأسرة والمجتمع ووصولا إلى القضايا السياسية، مبينا أن الأمر الآخر لبناء الإنسان المسلم هو التوبة والاستغفار، لان النفس لا تطهر إلا بالاستغفار والتوبة، الذي يعتبر هو مبدأ التغيير.
وفي حسينية آل ياسين ارتقى المنبر الخطيب الحسيني الشيخ محمد حسين الـفـهـيد والذي اسـتهل محاضرته بالحديث القدسي عن البـاري عز وجل انه قال (يا ابن ادم أنا أقـول للشيء كن فيـكون اطعني فيما أمرتك أجعـلك تقول للشيء كن فيكون).

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: