تحليل إخباري.. مشكلة معقدة تنتظر خليفة أوباما

ال مسؤولون وخبراء أميركيون: «إن الولايات المتحدة أصبحت على هامش الحرب السورية إذ أنذر الهجوم الجديد للنظام في حلب بإطلاق موجة جديدة من اللاجئين والدفع بمقاتلي المعارضة المدعومين من واشنطن إلى صفوف جبهة فتح الشام التي كانت فرعاً لتنظيم القاعدة في سوريا».
ومع مشاركة موسكو المباشرة في الهجوم يتلاشى الأمل في جهود السلام مما يزيد احتمالات أن يرث خليفة الرئيس الأميركي باراك أوباما صراعاً متفاقماً.
وقال فريدريك هوف مستشار أوباما السابق لشؤون سوريا ويعمل الآن في المجلس الأطلسي وهو مؤسسة أبحاث: «بالنسبة للرئيس المقبل.. ستكون هذه مشكلة من الجحيم منذ اليوم الأول.. إنها مشكلة ستظل قائمة بشكل أو بآخر خلال الفترة الأولى للرئيس المقبل وربما بعد ذلك».
وأشار مسؤول أميركي إلى أن خطط البيت الأبيض لكبح الفوضى في سوريا أثناء ترك أوباما للرئاسة فشلت. وأضاف «كانوا يأملون أن يتمكنوا من تجنيب الرئيس المقبل فوضى متأججة… لكن ما حدث هو أن الفوضى المتأججة انفجرت ويتعين عليهم الآن التفكير في ما سيفعلونه».

بوتين يستغل الوضع
وقال مسؤولون أميركيون طلبوا عدم ذكر أسمائهم: «إن روسيا اشتركت مباشرة مع النظام بطائرات ومدفعية بعيدة المدى ومستشارين من القوات الخاصة، سعيا للسيطرة على شرق حلب. بالتعاون مع ميليشيات شيعية لبنانية وعراقية وايرانية».
وقال مسؤول أميركي: «يبدو أنها محاولة مباح فيها كل شيء بهدف سحق المعارضة». وذكر المسؤولون أن الطيران يشن الطلعات بالوتيرة نفسها- نحو 40 طلعة يوميا- مثلما كانت الحال قبل أن تتفاوض واشنطن وموسكو بشأن وقف لإطلاق النار».
ويرى بعض مسؤولي المخابرات أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستغل رفض أوباما التدخل عسكريا في سوريا والفترة الانتقالية من رئيس لرئيس في الولايات المتحدة حتى يسيطر على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي قبل أن يتسلم الرئيس الأميركي الجديد المنصب. ويقولون: «إن روسيا لم تشارك بإخلاص في جهود صنع السلام، وإن بوتين يهدف لإضعاف المعارضة في أسرع وقت ممكن، وهو هدف ينجح تدريجيا في تحقيقه».

خيارات أوباما
ولم يتضح بعد الطريق الذي سيسلكه أوباما. وقال هوف: «يبدو أنه لا توجد خطة بديلة في الوقت الحالي». وسعى أوباما لتقييد التدخل الأميركي في سوريا ورفض مرارا اقتراحات مستشارين، من بينها إقامة منطقة حظر جوي أو تسليح المعارضة المعتدلة.
وقال مسؤول كبير سابق ذو صلة بالسياسة الأميركية المتعلقة بسوريا: «أحد الأمور التي تؤرقني بشدة هو أننا لم نسأل أنفسنا ما عواقب عدم التحرك… لطالما ركزنا على عواقب التحرك… لكن كان يجب أن نفكر أيضا في تأثير عدم فعل شيء لسنوات على مصداقية الولايات المتحدة والصراع على نطاق أوسع».
وقال خبراء إن أوباما لم يعد بإمكانه التعويل على التوصل لوقف إطلاق نار يخفي الأزمة لحين أداء خليفته اليمين الدستورية في العشرين من يناير. وعبر تشارلز ليستر من معهد الشرق الأوسط للأبحاث عن شكه في أن يتبع أوباما سياسة أكثر نشاطاً.
وقال «في ضوء موقف إدارة أوباما في ما يتعلق بالطريقة التي تواجه بها الحرب في سوريا لا أتوقع تغييراً في الاستراتيجية. سيكون ذلك أكبر تغيير غير معتاد في السياسة الخارجية في السنوات الثماني الأخيرة».
وقال مسؤولون وخبراء إن أوباما يواجه احتمال حدوث أزمة إنسانية قوية. وقال ليستر الذي يجري اتصالات مع مقاتلين من المعارضة داخل سوريا إن زعماء المعارضة يشعرون بخذلان متزايد بسبب الجهود الأميركية، وان الأمور تتدهور بسرعة شديدة الآن. الولايات المتحدة تفقد السطوة على الأرض كل أسبوع». (رويترز)

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: