الكاتب - أشرف العشري

فلتصــــارح الشــــعب والنــــواب : بقلم أشرف العشري

على أن أعترف بأننى لست مع أنصار الفريقين الذين تحاملوا على الرئيس السيسى، وسارعوا لاقتطاع تصريحاته الأخيرة خلال مداخلته الهاتفية مع أحد البرامج التليفزيونية من سياقها الطبيعى الذى فهمه واستوعبه الغالبية الكاسحة من المصريين سواء أعضاء الفريق الأول الذى تردد وتحفظ على مبادرته الخاصة بحوار الدولة مع الألتراس وجيل الشباب بالكامل والسعى نحو وضع خريطة طريق لإنهاء خصوماته مع الدولة ومسئولين سابقين فى أثناء وقوع مذبحة استاد بورسعيد والفريق الثانى الذى لم يعجبه صراحة الرئيس عن الدولة المصرية التى تحولت إلى أشلاء وتعانى منذ أكثر من خمسين عاماً الانهيار والتدهور والخلل بسبب سوء أوضاعنا وافتقادنا الحلول التنموية والعصرية بعد هزيمة 67 وكانت حجة هؤلاء أن الرئيس قد رسم صورا قاتمة للوضع والمستقبل القادم فى مصر وهذه مواقف ورؤى على غير الحقيقة تماماً حيث كان ومازال من فهم طرح الرئيس خلال هذه المداخلة هو الصراحة والشفافية والتبصير لكل المصريين بشأن أوضاع وطننا وكيف تأزمت أوضاع الدولة بعد 25 يناير وكيف تحولت وصارت الآن وسرد للجهد والجهود التى تبذل الآن.

ولذ أرى أن هناك طريقين لابد أن يسلكهما الرئيس من الآن فصاعداً للعودة إلى توعية المواطنين وغالبية الجماهير المصرية المؤمنة حقا بمسار ثورة 30 يونيو وبناء الدولة المصرية الجديدة وإشراك تلك الجماهير بحقيقة الأعمال والإنجازات وشتى الجهود والاختراقات التى تبذل لتذليل الفشل والإخفاقات التى تراجعت العهود والرؤساء والحكومات السابقة لأكثر من 35 عاماً لإنجازه وتحقيقه لمصر. وليكن الطريق الأول هو العودة من قبل الرئيس للإطلالة الشهرية عبر التليفزيون المصرى تليفزيون الدولة لسرد جملة النجاحات والإنجازات التى تحققت كما فعل فى مشروعات كبرى طيلة العامين الماضيين فاقت الخيال والتصور وطمأنة الغالبية بأن المستقبل القريب يحمل أمارات وإشارات إيجابية وكذلك حث تلك الغالبية على العمل والحماس والتعاون والمشاركة مع الرئيس والحكومة والدولة عموماً لتجاوز العديد من الصعاب والعراقيل وفتح ثغرات فى جدار أزمات طاحنة مازالت تواجه هذا الوطن حيث إن هذه الألية وتلك الإطلالة كان لها وقع السحر والمفعول المرضى على قلوب المصريين واستمرار استثارة عواطفهم وجهدهم وحماسهم لخدمة أهداف التنمية والإنجاز وتكريس آمال وطموحات الإنجاز والنجاح فى نفوسهم فضلاً عن تقديم محفزات عديدة لمواجهة مهددات عديدة. والطريق الثانى أو الخطوة المقبلة تتمثل فى الاستغلال الأمثل للخطاب الذى يترقبه كل المصريين الوطنيين الشرفاء للرئيس أمام مجلس النواب خلال الأيام المقبلة حيث يجب على الرئيس وفريقه أن يستعدوا بالعدة والعتاد جيداً لهذا الخطاب حيث سيكون خطاب العام مع الأخذ فى الاعتبار أنه سيحظى باهتمام غير منقطع النظير وبالتالى يجب أن يصاغ هذا الخطاب ببراعة ولغة خاطفة للعقول والقلوب ليكون منهاج عمل للدولة المصرية المقبلة خلال العامين المقبلين بعيداً عن لغة الارتجال حتى تكون خطوطه الرئيسية والعريضة عالقة فى الذهن إلى الأبد حيث لابد أن يكون خطاب المصارحة والشفافية ليوضح فيه العديد من النقاط باستطراد لتلك التى أثارها فى مداخلته التليفزيونية فضلاً عن الاستفاضة فى نقل الصورة الحقيقية لغالبية المصريين أين كنا وأين أصبحنا ليشرك نواب البرلمان ويطلعهم على حقيقة الأوضاع حتى يشعل داخلهم جذوة الإنجاز والنجاح السريع لمشروعات القوانين التى يمكن أن تلعب الدور الأكبر بجانب جهود ومبادرات حكم الرئيس لجعل المستحيل ممكنا فى مصر. ولذا أتمنى على الرئيس أن يجعل من هذا الخطاب أمام البرلمان صورة كاشفة لحقيقة أوضاعنا ومطالبه الواقعية دون أحلام أو أمنيات لإنقاذ مستقبل هذا الوطن ووضعه دون عراقيل وحواجز على الطريق الصحيح وليصارح الرئيس الشعب والنواب بحقيقة تلال المشكلات وأمهات الأزمات التى يكابدها هذا الوطن الآن وكيف نخرج من حفرة الكثافة السكانية العالية التى تتجاوز العقل بنحو 5600 مولود جديد فى مصر يومياً وعجز وقلة الموارد المحدودة والتراجع والخلل القاتل وعجز وقلة الموارد المحدودة والتراجع والخلل القاتل فى التعليم والصحة والمرافق والخدمات المتهالكة وضرورة العمل والإنجاز وسرعة مغادرة مربع طلب المساعدات من الأشقاء والأصدقاء فهذا لم يعد يجدى أو يبنى وطنا وليكن الطموح والعمل والإنجاز هو واحدا من مفاتيح عديدة لشخصية المصرى فضلاً عن إطلاع الشعب والنواب على حقيقة المتغيرات الجيوسياسية والاستراتيجية السريعة فى المنطقة وكيف تستعد له الدولة المصرية من أجل إنشاء مصدات أمنية وعسكرية وتنموية لتلك القلاقل والتخريب والهدم التى تواجه دول الإقليم. ولاتنس أن تقول لهم سيادة الرئيس إن الإرهاب وإسرائيل مازالا العدو الأول لمصر مع تقديم الضمانات الكاملة حتى تقطع الطريق على بعض المزايدين أننا بعد ثورتين سنصوب كل الجهود من الآن فصاعداً نحو بناء دولة ديمقراطية قوية تؤمن بالحوكمة والإدارة الرشيدة واقتلاع جذور الفساد بكل صوره وأشكاله وأن فرص النجاح تأتى من الأزمات.

وبالتالى كل هذه الرسائل فى خطابك المرتقب ستفضح مغامرات المتربصين وتعالج ضعف الذاكرة الوطنية لدى البعض وتقديم رؤية متكاملة لحكم السيسى تعجل بإفساد مؤامرات ودسائس مشعلى النيران والحرائق وتجار حشد مراكب الكراهية فى الوطن ولا تنس التعاطى الإعلامى الجيد مع مثل هذا الخطاب فى البرلمان ومن قبله العودة للإطلالة الشهرية حيث إن كسب نصف المعركة فى الإعلام.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: