عشرات السوريين الهاربين من حلب يقفون أمام الحدود التركية المغلقة

ريف حلب الشمالي محاصر والطائرات الروسية تشن 250 غارة يوميا

قال قائد مجموعة من المعارضة السورية المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة أمس إن القوات الحكومية السورية والقوات الحليفة لها تحاصر ريف حلب الشمالي بالكامل وإن القصف الروسي العنيف مستمر حيث وصل عدد الغارات إلى 250 يوميا.

واخترقت القوات الحكومية السورية والقوات الحليفة لها دفاعات المعارضة ووصلت إلى قريتين شيعيتين في شمال محافظة حلب الأربعاء مما خنق خطوط إمداد المعارضة من تركيا إلى مدينة حلب، وتسبب الهجوم في شمال محافظة حلب والمدعوم بمئات الغارات الجوية الروسية في فرار عشرات الآلاف من السكان في اتجاه الحدود التركية كما كان من أسباب تعطل محادثات السلام السورية في جنيف.

وقال حسن الحاج علي قائد لواء صقور الجبل التابع للجيش السوري الحر والذي تلقى تدريبا عسكريا أمريكيا إن القصف الجوي مستمر، وأضاف: “الغطاء الروسي مستمر ليلا ونهارا وهناك أكثر من 250 غارة باليوم الواحد على هذه المنطقة”، ومضى قائلا: “النظام يحاول الآن توسيع المساحة التي سيطر عليها. ريف حلب الشمالي محاصر بالكامل والحالة الإنسانية صعبة جدا”.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سيطرة القوات الحكومية وحلفائها على بلدة رتيان التي لها “أهمية رمزية” لكن الحاج علي نفى سقوط البلدة، وقال: “المعارك قوية جدا في رتيان بالتحديد وهناك محاولة من النظام لاقتحامها لكنه لم يستطع الدخول إليها حتى الآن”.

ودعا الدول التي تدعم معارضي النظام السوري لإرسال المزيد من المساعدات العسكرية بما فيها الصواريخ المضادة للطائرات وإن لم يبد تفاؤلا حيال الشق الأخير، وقال: “نحن نطالب بشكل يومي بزيادة الدعم ولكن موضوع مضاد الطائرات أصبح حلم كل سوري. الحلم الذي لن يتحقق”. وتُعد صواريخ تاو الأمريكية الصنع المضادة للدبابات السلاح الأكثر فعالية في ترسانة مقاتلي المعارضة وتم تزويد فصائل مقاتلة محددة بها في إطار برنامج دعم عسكري تشرف عليه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، لكن على الرغم من أن هذه الصواريخ ساعدت مقاتلي المعارضة على إبطاء تقدم القوات المعادية على الأرض إلا إنها ليست فعّالة أمام القاذفات المقاتلة.

من جهتها، أوردت وسائل إعلام إيرانية شبه رسمية أمس مقتل قائد بالحرس الثوري الإيراني وستة من ميليشيات «الباسيج» الإيرانية في القتال في سوريا، وتقول إيران: إن لها مستشارين عسكريين ومتطوعين في سوريا لمساعدة قوات الرئيس بشار الأسد في حربها مع جماعات المعارضة المسلحة بما فيها تنظيم داعش وتنفي أن لها قوات نظامية هناك.

وذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية أن البريجادير جنرال محسن غجريان القائد بالحرس الثوري الإيراني قتل في محافظة حلب بشمال سوريا حيث دارت معارك عنيفة في الآونة الأخيرة، ولم تذكر وكالة تسنيم متى قتل غجريان لكنها أشارت إلى أنّه كان يقدّم المشورة لقوات الأسد في قتالها ضد تنظيم داعش. وقالت: “قتل ستة متطوعين من الباسيج في سوريا بينما كانوا يقاتلون على مقربة من حلب”.

من جهته، ذكر الامين العام لحلف شمال الاطلسي (الناتو) ينس شتولتنبرج أمس أن الضربات الجوية الروسية في سورية “تقوض” جهود تسوية الصراع في البلاد، وقال شتولتنبرج في امستردام قبل إجراء محادثات مع وزراء الدفاع بالاتحاد الاوروبي: إن الضربات الروسية -لاسيما التي تستهدف جماعات المعارضة في سوريا- “تقوض جهود التوصل لتسوية سياسية للصراع”.

وأشار أمين عام الناتو إلى أن “النشاط الجوي الروسي يسبب توترات متزايدة وانتهاكات للمجال الجوي التركي”، واصفا ذلك بأنه “تحد للتحالف وتركيا عضو فيه”. فيما رأى السفير الروسي في جنيف أن وفد المعارضة السوري الذي حضر محادثات السلام التي تتوسط فيها الأمم المتحدة هذا الأسبوع كان ينبغي أن يرحب بهجوم الحكومة السورية حول مدينة حلب بدلا من أن يترك المحادثات، وقال السفير أليكسي بورودافكين في مقابلة: “لماذا اشتكت المعارضة التي رحلت عن جنيف من الهجوم على حلب الذي استهدف في حقيقة الأمر جبهة النصرة وغيرها من الجماعات المتطرفة؟”، وتابع قوله: “مجلس الأمن الدولي يعتبر جبهة النصرة منظمة إرهابية، إنها جناح تنظيم القاعدة. ينبغي أن تسعد المعارضة بأن الإرهابيين يهزمون لكنهم على النقيض شعروا بخيبة أمل وتركوا المفاوضات”، وذكر أنه يشعر بالأسف الشديد؛ لأن وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا قرر تعليق المحادثات في جنيف يوم الأربعاء، وقال إنه ينبغي أن “يكون أكثر تدقيقا” بشأن من تشملهم المحادثات.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: