الجزائر تحتضن مؤتمرين دوليين عن ليبيا والإرهاب

العرب اليوم- وكالات الانباء 

تبحث دول جوار ليبيا بالجزائر، قبل نهاية العام الجاري، انتشار الأسلحة في هذا البلد وخطره على الأمن بالمنطقة. أما في العام المقبل، فستحتضن الجزائر مؤتمرين دوليين، أحدهما سيتناول محاربة التطرف، والثاني يتطرق إلى الجريمة الإلكترونية، واستعمال شبكة التواصل الاجتماعي للإشادة بالإرهاب.
وتم الإعلان عن هذه الأنشطة، الاثنين، من طرف وزير الشؤون المغاربية والإفريقية والجامعة العربية، عبدالقادر مساهل الذي صرح للإذاعة الحكومية بأن المؤتمرين الدوليين اللذين سيعقد أولهما قبل مارس المقبل، “يندرجان ضمن توصيات المنتدى العالمي الشامل لمكافحة الإرهاب”، الذي تم إطلاقه بنيويورك عام 2011.
والجزائر أحد مؤسسي هذا الفضاء التشاوري الذي يهدف إلى تنسيق الجهود للقضاء على الإرهاب، وتجفيف منابعه. وأوضح مساهل أن خبراء رفيعي المستوى سيشاركون في التظاهرة التي ستعرض فيها تجربة الجزائر في محاربة التطرف.
مصادر خفية لتمويل الإرهاب
أما عن المؤتمر الثاني، فقال الوزير بخصوصه: “ينبغي على المجتمع الدولي والأمم المتحدة أن يتجندا من أجل حسن استعمال شبكة التواصل الاجتماعي والتكنولوجيات الحديثة، ولفائدة السلام والإنسانية، وليس للتدمير الشامل للبشرية”.
وأضاف: “علينا جميعا التفكير في وضع قواعد صارمة لمراقبة استعمال وسائل تكنولوجيات الإعلام”. وتعتبر الجزائر نفسها من أكثر البلدان التي تضررت من استعمال التكنولوجيا لأغراض إرهابية، مثل توظيف الإنترنت لإيفاد شباب جزائريين للقتال في العراق وسوريا.
وأضاف مساهل أن بلده اقترح، خلال قمة مجلس الأمن الإفريقي التي عقدت بكينيا مؤخرا، تنظيم مؤتمر حول تمويل الإرهاب. ودعا الأفارقة إلى “التوجه نحو الأمم المتحدة بطلب التفاوض حول بروتوكول إضافي، لاتفاق محاربة الإرهاب الخاص بجوانب تمويل الجماعات المتطرفة”.
وتابع: “ينبغي اتخاذ تدابير دولية لمعاقبة من يدفع فدية للإرهابيين”، مشيرا إلى أنه “فضلا عن الفدية وتجارة المخدرات كموردين أساسيين للأنشطة الإرهابية، يتم تمويل الإرهاب كذلك من مصادر خفية تتمثل في مناطق الملاذ الجبائي وبعض المؤسسات الخيرية”.
وقال عقيد الجيش المتقاعد بن عمر بن جانة، لـ”العربية.نت”، إن الجزائر “تريد من خلال احتضان التظاهرات الدولية حول الإرهاب ومحاربة التطرف، التأكيد على أنها السباقة إلى التحذير من مخاطر الإجرام العابر للحدود، عندما كانت تحارب هذه الآفة، غير أن المجتمع الدولي لم يصغ إلى هذه التحذيرات”. وأضاف: “اليوم تفطن العالم الغربي إلى أن حماية مصالحه والحفاظ على أمنه القومي، يتوقف على الأخذ بالتجارب الرائدة في محاربة التطرف”.
ليبيا مخزن للذخيرة الحربية
في سياق ذي صلة، كشف مساهل عن اجتماع لدول جوار ليبيا “يعقد قريبا”، بالجزائر لبحث انتشار الأسلحة في هذا البلد وخطره على استقرار المنطقة.
وأوضح أن “تهريب الأسلحة عبر حدود ليبيا جعل منها مخزنا كبيرا للذخيرة الحربية. وعلى الأمم المتحدة التكفل بهذه المسألة، لاسيما أن الإرهاب والإجرام المنظم يزيدان من تفاقم الوضع الأمني في ليبيا، وفي منطقة الساحل عموما”. ولفت مساهل إلى صعوبة مراقبة الحدود بين ليبيا والجزائر، والتي يفوق طولها 900 كيلومتر.
وأضاف الوزير أن بلاده “تدعم مسعى الحل السياسي للأزمة الليبية، وإقامة حكومة وحدة وطنية تكون مهمتها الاولى إعادة الاستقرار إلى البلد”. وتابع: “ستكون مهمة هذه الحكومة جد صعبة، إذ يتعين عليها تسيير مرحلة انتقالية وتحضير الانتخابات، وعليه ستكون بحاجة إلى دعم دولي والجزائر ستقدم مساهمتها في هذا الشأن، في إطار قوانينها وإمكانياتها”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: