الدكتور محمد ابراهيم

د. محمد إبراهيم: حبوب منع الحمل تحمي من السرطان

أكد الدكتور محمد سعيد إبراهيم أستاذ أمراض النساء والتوليد المساعد بطب عين شمس أن تعاطي حبوب منع الحمل ليس معناه الحدّ من عدد الأولاد , ولكن الهدف الأسمى لها هو عمل فترات ما بين الولادة والحمل التالي لأن قصر هذه الفترة يؤثر سلباً على صحة المرأة وجنينها أثناء الحمل والولادة وما بعد ذلك.
موضحاً خلال ندوة طبية أقيمت بحضور حشد من أطباء وزارة الصحة والقطاع الخاص أنه لا توجد فترة محددة متفق عليها بين الأطباء , ولكن عموماً لا يجب أن تكون الفترة أقل من سنة إلى سنة ونصف, فذلك بالطبع يسبب سوء التغذية لأن الأم تكون في فترة خروجها من حمل سابق , وهذه الفترة قليلة جداً . ومن ثم ينعكس هذا على الجنين القادم مسبباً له مشكلات كثيرة أهمها مثلاً التوحد , والولادة المبكرة .
مشدداً على أن الهدف من حبوب منع الحمل ليس الحد من عدد الأولاد , ولكن الهدف الأسمى هو الحفاظ على صحة المراة بعد الحمل السابق , وهذا يناسبه وسائل منع الحمل قصيرة الفترة نسبياً , والتي في نفس الوقت تعطي فعالية عالية في منع الحمل.
مؤكداً أن المشاكل الصحية التي تتعرض لها المراة جراء تعاطيها لحبوب منع الحمل هي مشاكل نادرة إذا ما قورنت بالمشكلات التي تتسبب هذه الحبوب في منعها عن المراة , مضيفا أن السرطانات التي قد تسببها هذه الحبوب مثل سرطان عنق الرحم والثدي , تستطيع المراة العادية اكتشافها اثناء المتابعة الدورية , في المقابل فان هذه الحبوب تستطيع أن تمنع سرطانات أكثر خطورة وأصعب في التشخيص مثل سرطان المبيض وسرطان البطانة الرحمية , وهذه السرطانات تقل بحبوب منع الحمل بمقدار الثلث .
مشيراً إلى أن الأهم بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل لمدة تزيد أو تقصر , تظل النسبة المعرضة للإصابة طفيفة , وبذلك يكون تأثير هذه الحبوب مستمر في الوقاية من بعض السرطانات , أما السرطانات الأخرى فتكون فرص الإصابة بها عادية.
مشيراً إلى أن حبوب منع الحمل تفيد في أمراض نسائية كثيرة منها أنها تقلل نسب الإصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة , ومشاكل الدورة عند الكثير من السيدات , وكذلك فإن الأنواع الجديدة من حبوب منع الحمل تقلل من مشكلات توتر ما قبل الدورة .
واكد ابراهيم أن حبوب منع الحمل الجديدة تكون جرعات الهرمونات فيها قليلة جداً بالمقارنة بالحبوب التي كانت تستخدم في عام 1960 وما بعده .
لافتاً إلى أن تناول الحبوب بطريقة صحيحة هو أمر في غاية الأهمية للحصول على نتيجة فعالة لمنع الحمل وكذلك للحد من الأعراض الجانبية التي تشكو منها أغلب السيدات اللاتي توقفن عن استخدام الحبوب. فالفترة بين اليوم الأخير في شريط الحبوب واليوم الأول في الشريط التالي لا يجب أن تزيد عن سبعة أيام. وعلى ذلك فالمفهوم السائد بين الكثيرين أن تناول الحبوب يبدأ من اليوم الخامس للدورة هو خاطئ تماماً وغير علمي ويؤدي إلى كثير من الأعراض الجانبية وكذلك حدوث حالات حمل. وقد أثبتت الأبحاث الطبية أن تقليص فترة الراحة بين الحبوب إلى أربعة أيام بدلاً من سبعة يفيد في منع أعراض توتر ما قبل الدورة في حالة السيدة التي تستخدم حبوب منع الحمل ذوات ال ٢١ حبة وبناءاً على ذلك تم استحداث حبوب الياز (Yaz) والتي تحتوي على ٢٤ حبة هرمونية وتكون فيها فترة الراحة بين أيام تناول الحبوب الهرمونية أربعة أيام فقط حيث تتناول فيها السيدة حبوب غير هرمونية مما يؤدي إلى إنخفاض ملحوظ في نسبة حدوث هذه الأعراض.
وتؤكد إحصاءات منظمة الصحة العالمية أن تنظيم الأسرة يساعد على حماية السيدات في سن الشباب الأكثر عرضة للوفاة بسبب مضاعفات الحمل.
كما يساعد السيدات اللاتي أنجبن أربعة أطفال لتجنب الحمل مرة أخرى، الأمر الذي يزيد خطورة تعرضهن للوفاة. وقد صرحت منظمة الصحة العالمية أيضًا بأن الأطفال الرضع الذين تتوفى أمهاتهم بسبب مضاعفات الولادة يكونوا أكثر عرضة للوفاة والمعاناة من تدهور حالتهم الصحية.
كما أن تنظيم الأسرة يتيح الفرصة للمباعدة بين تكرار الحمل للسيدات في سن الشباب، فهن أكثر عرضة للمخاطر الصحية والوفاة جرّاء الحمل المبكّر، وبإمكان هذا التنظيم أن يحول دون حدوث حالات حمل في النساء الأكبر سنا المعرضات أيضا لنفس المخاطر. كما يمكن السيدات من تحديد حجم أسرهن.
والمباعدة بين فترات الحمل لمدة ثلاثة أعوام تساعد في خفض معدل وفيات الأمهات بنسبة 30%. وبالإضافة إلى ذلك، فالمباعدة بين مرات الحمل لمدة عامين على الأقل تساعد في الحد من وفيات الرضع بمعدل طفل واحد من كل خمسة أطفال
ويساعد تنظيم الأسرة في تخفيف الأعباء المالية التي تواجه الآباء والأمهات، وينصح باستشارة أخصائيين رعاية صحية مؤهلين للحصول على التوجيه الصحيح ومعرفة أفضل وأنسب الوسائل المتاحة والتي تليق باحتياجات كل أسرة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: