إشادة واسعة باهتمام الرئيس المصري بملف “تجديد الخطاب الديني

اطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على مدار عام كامل منذ توليه الحكم، دعوته إلى تجديد الخطاب الديني، والتي أكد عليها في أكثر من مناسبة وخطاب له، كما دعا المؤسسات الدينية المصرية إلى التوحد من أجل وضع أسس ثورة دينية مُجددة، تنطلق للحفاظ على الدين الإسلامي من التشويه وإلصاق التهم به، خاصة بعد تنامي التيارات الجهادية المتطرفة التي ارتكبت الكثير من الجرائم باسم الدين الإسلامي، فيما انتشرت الأفكار المغلوطة والمتطرفة.

وثمّن علماء دين تحركات الرئيس المصري خلال العام الأول من فترته الرئاسية الأولى في هذا الملف الشائك، الذي يصطدم بالأفكار المغلوطة والمتطرفة التي يروجها البعض.

وقال أستاذ العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر الدكتور محمد عبد الخالق، إنه “عقب أن أطلق الرئيس السيسي دعوته لتجديد الخطاب الديني تلقى الجميع الدعوة بالترحيب الشديد والاستعداد للاندماج فيها، ولكن الخطوات التي اتخذتها الأجهزة المعنية لم تكن بنفس القوة وكانت خطوات هشة وبطيئة وكادت أن تموت الدعوة لولا المتابعة من الرئيس المصري والإحياء لها في آخر لقاء جمعه بشيخ الأزهر، الأمر الذي أدى لعكوف بعض اللجان في مشيخة الأزهر لتطوير مناهج الدراسة فيه، ووضع أسس الخطاب الديني الملائم للعصر”.

وأضاف “متابعة الوزراء المعنيين بالأمر، مثل وزير التربية والتعليم، كان لها أثرها النافع على التجديد المنتظر، كما أنه لم يحدث أي سوء فهم للدعوة وإنما حدث تعطيل وعرقلة لها من قبل أعداء الحداثة والتطوير في المؤسسات الدينية والتيارات المناصرة للحديث المتطرف والعنصري، وهم الذين روجوا بأن هناك فهماً خاطئًا للدعوة أو استغلالاً لها في تشويه الدين الإسلامي، مثلما حدث من قبل أعضاء الدعوة السلفية والهجوم الذي شنوه على الدعوة والرئيس وقتها، فلابد من الإشارة بأن هناك تيارات لها مصالح وأغراض في تعطيل الدعوة”.

وأشارت أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الدكتورة آمنة نصير، أن “هناك محاولات سواء من خلال عقد من مؤتمرات أو ندوات وكذلك محاولات لاستنطاق أهل الفكر، ولكنها لم ترق بعد إلى المستوى الواضح والآليات القوية القابلة للتطبيق، لأن ما التحق بالفكر والخطاب الإسلامي من مساوئ ورثناها واجتهادات وتفسيرات أصابها الخطأ كما أصابها الصواب كانت جزءًا أصيلاً من ثقافة العصور الفائتة، ومن منطلق أن الإنسان ابن بيئته وثقافته فكانت اجتهادات الفقهاء تناسب عصرهم، ومن هنا جاءت أهمية التجديد في الخطاب الدعوي، ولكن للأسف تعرضت الدعوة للهجوم والمزايدة من تابعي الفقهاء الذين بخسوا بقيمة الاجتهاد والتجديد”، نافية أن تكون الدعوة قد تعرضت للاستغلال، بينما هي تخبطت قليلاً في البداية لعدم وجود طريق واضح حتى لا يغترب الإسلام عن العصر الحالي، بل وتنقي الإسلام من كل ما ألصق به من تهم خاصة بعدم قدرة المسلمين على التعايش مع باقي الطوائف”.

وأضافت أستاذة الفقه المقارن بجامعة القاهرة الدكتورة سعاد صالح، أن “دعوة الرئيس السيسي جاءت في التوقيت المناسب وبالخطاب المناسب، فقد أصبح الغرب متيقناً أن كل إرهاب التنظيمات الإجرامية يستمد تعاليمه ومبرراته من المنهج الإسلامي والسيرة النبوية، وهو فهم عارٍ من الصحة، ولكنهم معذورون، كذلك لابد من تغيير المفاهيم الدينية الخاصة بالشباب العربي والذين انحرفوا عن الطريق القويم واستمالتهم التنظيمات الإرهابية العنيفة”.

وذكرت أن “قضية تجديد الخطاب الدعوي هي أمر حتمي وضروري ومحسوم، ولابد من التفرقة بين التراث البشري الفقهي القابل للنقد والأخذ والعطاء والمناقشة، وبين ما هو وحي إلهي كآيات القرآن والتي لا تقبل التأويل والتفسير بأكثر من طريقة”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: