الدكتورة بشائر عبدالله

الدكتورة بشائر عبدالله: تجنّب المثيرات أهم خطوة في التعامل مع الحساسية

رأت استشارية الأنف والاذن والحنجرة بمستشفى زين الدكتورة بشائرعبدالله ان الحساسية في الغالب لا يمكن التخلص منها، وما يتم السعى اليه التحكم في أعراضها، لافتة إلى أن أهم خطوة في علاجها هي تجنب المثيرات، فيما الخطوة الثانية للعلاج فهي الحبوب المضادة للحساسية التي تعمل على تثبيط الهيستامين وبخاخ الكورتيزون للأنف، وان لم يحدث تحسن فهناك حقن الامصال لتخفيف الاعراض أو التدخل الجراحي الذي يكون لحالات معينة.

وقالت عبدالله في حوار لـ«الراي» ان المثيرات تختلف من شخص الى آخر وان من يتحسس من مثير معين فقد لا يتحسس من آخر، ضاربة عددا من الامثلة على بعض المثيرات التي منها حبوب اللقاح، وعث الغبار، وبعض الحيوانات التي تربى في البيوت مثل القطط والكلاب والطيور وبعض الحشرات مثل الصراصير، والعفن، ودخان السجائر والعطور والبخور والمنظفات، وغيرها… مزيد من التفاصيل في السطور التالية:

• ماذا تعني حساسية الانف والجيوب الانفية؟

– مصطلح حساسية في اللغة الطبية نعني بها الاستجابة المفرطة للجهاز المناعي لمثيرات معينة، وتختلف هذه المثيرات من شخص لآخر وينتج عن هذه الاستجابة المفرطة جملة من الاعراض على حسب المنطقة المتأثرة بالجسم، ففي حالة حساسية الانف والجيوب الانفية يشعر المريض بانسداد بالانف، وإفرازات وحكة بالانف، وفقدان حاستي الشم والتذوق، وصداع، وارهاق، وهذه الاعراض هي الابرز لكنها ليست الوحيدة.

• لماذا يعاني بعض الناس من الحساسية والبعض الآخر لا يعاني منها؟

– ذلك يعود لمسألة استجابة الجهاز المناعي لمثيرات معينة في جينات هذا الشخص، فمن يحمل هذه الصفة في جيناته تكون خلاياه المناعية حاملة لمستقبلات معينة على غشائها الخارجي يجعلها تفرز مادة الهيستامين عند تعرضها لهذه المثيرات، وهذه المادة هي المسؤولة عن الاعراض الحادة للحساسية وقد يستغرب البعض من ظهور علامات الحساسية في عمر متقدم ويتساءل لماذا لم تظهر من الطفولة، اذا كانت لديه هذه الجينات، والجواب ان الصفات الجينية تتأثر بالعوامل البيئية لذلك بعض الصفات تظل مخفية الى ان يحفزها عامل بيئي معين.

وما الذي يثير تلك الحساسية؟

– الامثلة كثيرة جدا وتختلف من شخص إلى آخر فمن يتحسس من مثير معين قد لا يتحسس من آخر، بعض المثيرات على سبيل المثال وليس الحصر حبوب اللقاح، عث الغبار، بعض الحيوانات التي تربى بالبيوت مثل القطط والكلاب والطيور وبعض الحشرات مثل الصراصير، العفن، دخان السجائر العطور والبخور والمنظفات.

• هل من يعاني من حساسية الانف يعني بالضرورة انه يعاني من الجيوب الانفية؟

– الجيوب الانفية هي حجيرات مملوءة بالهواء وهذه الحجيرات موجودة على جانبي العينين وفي الوجنتين والجبهة وقاع الجمجمة وجميعها تصب أو تفتح في تجويف الانف، والبطانة أو النسيج الطلائي للانف المتصل مع بطانة الجيوب الانفية، لكن ليس بالضرورة ان كل من يعاني من حساسية الانف ايضا يعاني من الجيوب الانفية، فما يحدث في الانف اثناء ظهور اعراض الحساسية من احتقان البطانة وتضخم القرنيات وافرازات لا يؤثر بشكل كبير على الجيوب الا عندما يتسبب هذا الاحتقان بانسداد مداخل الجيوب فتزداد اعراض الصداع وتتراكم الافرازات داخل الجيوب ما يؤدي الى التهابات حادة أو مزمنة.

• ماذا عن لحميات الأنف؟

– مصطلح لحميات الانف يستخدم باللغة العامية لشيئين مختلفين تماما، فبعض المرضى يقال لهم ان عندهم لحميات ويكون الدكتور الذي شرح للمريض يقصد بذلك قرنيات الأنف وهي نتوءات طبيعية موجودة داخل تجويف الانف ولها وظيفة مهمة وحيوية جدا، والاشخاص المصابون بحساسية الانف تتضخم عندهم هذه القرنيات نتيجة احتقان البطانة فتسبب انسداد الانف والافرازات اما المعنى الآخر والصحيح للحميات هو زوائد تتكون وتنمو من بطانة الانف والجيوب الانفية نتيجة للحساسية، وهي غير موجودة في الحالة الطبيعية، وهذه الزوائد النسيجية عندما تنمو من الجيوب الانفية تتسبب في انسدادها وتمنع تهويتها مؤدية الى التهابات وحساسية مزمنة وليس كل من يعاني من الحساسية تتكون عنده هذه الزوائد، وهذه القابلية تختلف من شخص الى آخر.

• ما الخطوات العلاجية للتخلص من الحساسية؟

– بداية، الحساسية في الغالب لا يمكن التخلص منها، ولكن ما نسعى اليه التحكم بأعراضها، وأهم خطوة في علاج الحساسية هي تجنب المثيرات، وان كان هناك طبعا بعض المثيرات لا يمكن تجنبها مثل عث الغبار والخطوة التالية للعلاج هي العقاقير وتعتمد على دواءين اساسيين الحبوب المضادة للحساسية والتي تعمل على تثبيط الهيستامين وبخاخ الكورتيزون للأنف.

•هل هناك اي مضار من استعمال بخاخ الكورتيزون لفترات طويلة؟

– بخاخ الكورتيزون آمن، وكل الدراسات تؤكد ان تأثير الكورتيزون موضعي في الانف ولا يمتصه الجسم، المشكلة التي قد يسببها البخاخ هي جفاف الانف في بعض الاحيان وفي حالات نادرة جدا اذا استعمل البخاخ بشكل خاطئ عن طريق توجيهه ناحية الحاجز الانفي اثناء البخ قد يؤدي الى ثقب في الحاجز الانفي لكن هذا نادر الحدوث.

فكيف يستطيع مريض الحساسية ان يعرف ما يثير عنده الاعراض بالضبط؟

– هناك اكثر من طريقة لمعرفة ذلك، أبسطها تعتمد على ملاحظة المريض نفسه لما يسبب له الحساسية وهناك من المرضى من يستطيعون تحديد ذلك بدقة، في حالة أخرى لا تكون واضحة تماما للمريض فنعتمد على نوعين من الفحوصات وخز الجلد وفحوصات للدم، فحص الجلد السريع لكن نتائجه ليست دائما دقيقة اما فحص الدم فهو ادق لكنه مكلف وتستغرق نتيجته وقتا.

• ماذا لو لم يتحسن المريض على الخطوات العلاجية السابقة؟

– هناك شقان للعلاج الاول هو حقن امصال لتخفيف الاعراض وهذه الامصال تعمل على تعويد الجهاز المناعي على مثير معين عن طريق حقن كميات ضئيلة منه بالجسم على مدى 3 الى 5 سنوات ومتوافر هذا العلاج ايضا على شكل حبوب تحت اللسان اما الشق الثاني فهو التدخل الجراحي لكنه يكون لحالات معينة ولا يستفيد منه الجميع.

• ما الحالات التي من الممكن ان تستفيد من العملية وما مقدار الاستفادة؟

– الحالات التي تستفيد من التدخل الجراحي هي في الغالب التي تتكون لديها زوائد اللحمية ولا تستجيب لعلاج الادوية فمن الخطأ جدا اللجوء الى العملية دون استنفاد خيار الادوية بالنسبة للمرضى الذين لا تتكون لديهم هذه الزوائد فان تصغير القرنيات عن طريق الكي وتعديل الحاجز الانفي ان كان منحنيا يساعد لكن في جميع التدخلات الجراحية يجب على المريض ان يعي ان العملية هدفها الاساسي التقليل من انسداد الانف والجيوب الانفية بمعنى آخر اعراض الحساسية لن تختفي بعد العملية ولكنها ستقل وسيظل المريض يواظب على ادوية الحساسية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: