الكاتب - محمود زيدان

محمود زيدان يكتب عن : عبقرية المصريين .. وتحقيق نصر أكتوبر

يظل شهر أكتوبر من كل عام هو أفضل الشهور الميلادية وأجملها لدى المصريين والعرب ففيه حققنا أول انتصار كاسح على العدو الإسرائيلي بعد عدة هزائم توالت منذ عام النكبة فى ١٩٤٨ وحتى النكسة فى ١٩٦٧ و الذى لولاه لما تحقق السلام والاستقرار لبلادنا.
وفى الذكرى ٤٧ من النصر فإنني اندهش ممن يقللون من قيمة تلك الحرب ويفتون بغير علم عن خطوات الرئيس الشهيد أنور السادات بشأن اتفاقية كامب ديفيد وقرار السلام التاريخي مع إسرائيل بأن حرب اكتوبر كانت صفقة مرتبة بين مصر وأمريكا كى يحدث تحريك للقضية لصالح مصر بالاتفاق مع الثعلب الأمريكي العجوز هنرى كيسنجر الذى كان وزيرا للخارجية حينها .
ورغم مرور كل تلك السنوات على النصر إلا أن بعض أسرارها مازالت فى طي الكتمان حتى الآن وذلك لأن تفاصيلها لا تستطيع العقول استيعابها وما حدث قبل وأثناء وبعد الحرب ينم عن عبقرية عظيمة للمواطن المصرى البطل الذى كان مقاتلا فى البر والبحر والجو يتساوى ذلك بين يمسط بالبندقية والمدفع ويقذف القنابل فى الميدان على الأرض وبين من يلقى بنيران الجحيم على رؤوس الأعداء من السماء وكذلك من يغوص فى الاعماق مقاتلا جسورا تحت الماء أو على سطح البحر وكذلك من يمسط بالأوراق والأقلام مفاوضا العدو من أجل تحرير الأرض واسترداداها.
أستطيع أن أقول بكل ثقة أن ما تحقق فى حرب ١٩٧٣ ملحمة عسكرية بكل المقاييس ومعجزة حققها المصريون بعد جهد كبير من التعبئة والاستعداد القتالى والمجتمعى لتحقيق النصر المبين وليس هناك دليل على كلماتى أبلغ من اعتراف العدو بتلك الحرب التى لولا تدخل الولايات المتحدة فيها وحلفاء إسرائيل بكل قوتها لرفع جنودنا العلم المصرى فى تل أبيب .
تمثلت عبقرية المصريين فى فكرة تدمير الساتر الترابي عن طريق المقاتل باقى زكى يوسف وكذلك أفكار المقاتل أحمد حسن مأمون فى سد فتحات مواسير النابالم وغيرها وغيرها من أفكار فى تطوير المعدات واستخدام الاسلحة وتكتيكك المعارك وتنفيذ العمليات القتالية فى وضح النهار وفى جنح الليل .
كل تلك العبقرية والشجاعة والجسارة اعترف بها الأعداء وحكى كل من شارك فى الحرب عن جنود شجعان كانوا يواجهون الموت بكل جسارة حتى حققوا النصر الذى فتح الأبواب للسلام والتنمية فى سيناء منذ ذلك الوقت وحتى الآن وبعيدا عن ما تعرضه وسائل التواصل الاجتماعى من معلومات أو وسائل الإعلام التقليدي عن حرب اكتوبر الا أن الكتاب يبقى شاهدا على العصر بما يحتويه من معلومات من مصادر شاركوا فى الحرب ولديهم تفاصيل مثيرة لا يتسع وقت الفضائيات أو الإذاعة لسردها.
وأقول ذلك لتجربتى الشخصية بعد أن سمعت عن البطل سيد زكريا خليل الجندى المقاتل الذى أتى من الاقصر من جنوب مصر مشاركا فى الحرب وكشف أحد الجنود الاسرائيليين وكان سفيرا فى ألمانيا لسفيرنا فى ألمانيا وقتها بعد مرور حوالى ٢٣ عاما على الحرب تفاصيل ملحمة وبطولة الشهيد البطل سيد زكريا خليل والذى عرفت تفاصيل حياته من الكاتب المبدع جابر عبدالسلام من خلال كتابه بطل من الجنوب والذى حكى خلاله قصة البطل سيد زكريا خليل وما فعله خلال الحرب.
وهو ما دفعنى لمتابعة ما حدث من خلال مذكرات قادة حرب أكتوبر وما كتبوه وكذلك ما كتبه الكتاب والصحفيين المشاركين فى الحرب وشهود العيان على مرحلة المفاوضات والسلام فيما بعد وكل ما كتب عن بطولات وعبقرية الجندى المصرى خلال الحرب وهو ما يجعلنى الان أشعر بالفخر والعزة وأثق بقوة أن ما يمنع الأعداء من الاقتراب منا مرة أخرى هو الاستعداد الدائم للحرب بالتدريب والجاهزية للقوات المسلحة المصرية التى مازالت تستكمل ملحمة النصر والعبور والتنمية فى سيناء الغالية .. فتحية لكل يد تبنى وتعمر والأيادى الأخرى التى تحمل السلاح فى مواجهة الإرهاب الأسود والزود بكل غال ونفيس لحماية الوطن .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: