الكاتب - محمود زيدان

محمود زيدان يكتب .. قصة قصيرة عن قنا !

يبدو أن التاريخ كتب على الأهالى فى جنوب البلاد الشقاء قديما وحديثا .. فمنذ فجر الحضارة وهم يحملون على عاتقهم هموم الزراعة ومرارة العيش وكده وسط شمس لافحة فى الصيف وبردا قارسا فى الشتاء .. وربما كان لتلك البيئة تأثيراتها الكبيرة على قوة تحملهم للمصائب والأزمات منذ عهد الفراعنة وحتى الآن.

أقول تلك الكلمات مشفقا على البسطاء من الأهالى
هناك بعد أن علمت من مصادر حكومية أن محافظة قنا هى الأقل بين المحافظات فى اوكازيون التخفيضات حيث لم يتم تخفيض نسبة التصالح الا بنسبة ٢٥ % فقط فى الوقت الذى خفض فيه محافظ القاهرة مبالغ التصالح الكى حوالى ٧٠ % وكذلك فى محافظة الجيزة التى نعتبرها أم المخالفات فى مصر خفض السيد محافظ الجيزة المبالغ حتى وصلت إلى أكثر من ٦٠ % فيما ظل السيد محافظ قنا متمسكا بنسبة ٢٥ % رغم كل الطلبات التى قدمها النواب عن مجلسي الشيوخ والنواب فى المحافظة مما سبب لهم حرجا بالغا امام ابناء دوائرهم.

فيما تكشف المعلومات الواردة من المحافظة ان تحركات السيد السكرتير العام كانت ضد التخفيض طوال الوقت رغم علمه بأوضاع الناس هناك بينما تبقى تأشيرة السيد المحافظ على مطالب النواب والاهالى معلقة لدى إدارة الشؤون القانونية والتى يبدوا أن لديها الكلمة الأولى والأخيرة فى المحافظة قبل تصديق السيد المحافظ.

والحقيقة أن محافظة أخرى فقط تشترك مع قنا فى التعنت فى تخفيض قيمة التصالح وهى البحيرة والتى لا أدرى ايضا لماذا يسلك السيد محافظ البحيرة الطريق الصعب على الناس من أجل تصدير صورة غير صحيحة عن أسلوب الحكومة والقيادة السياسة فى معالجة تلك الأزمة التى كانت ومازالت تتسم بالتعاون الكامل مع الناس مع مراعاة ظروفهم المعيشية لأقصى درجة .

ولعل المسؤولين فى المحافظة لا يعلمون أن المواطن فى قرى الحميدات ودندرة والجبلاو والعسيلية والمحروسة وغيرها فى غرب النيل وشرقه لا يملك تلك المبالغ الباهظة التى تقدر فى بعض الحالات بالنصف مليون جنيه وذلك لأن أغلب هؤلاء الناس يمتهنون الزراعة البسيطة بعد تفتت الحيازات وتراجع مساحات الأراضى الزراعية فالناس – خاصة السواد الأعظم منهم – هناك يكدون من أجل العيش فمنهم من يبيع الطيور البلدية فى السوق الفوقانى وغيره يبيع الخضروات أو الفاكهة وهؤلاء لن يقدروا على سداد كل تلك المبالغ الباهظة.

ولعل قصة قصيرة عن قنا تذكرتها الان تدلل على تخبط القرارات ملخصها قيام أحد المسؤولين السابقين بتنظيم مزاد لبيع الأراضى الصحراوية لصغار المزارعين فى قنا قبل عدة سنوات حينها أراد أن يعلن بيع الأرض بأعلى سعر للفدان فى المحافظات بأكملها كى يظهر أمام القيادة السياسة انه الأفضل والأكثر حفاظا على المال العام بين المسؤولين ولكن لسوء تخطيطه فشل المزاد وعادت الأرض مرة أخرى بسبب المغالاة فى سعرها ولفظها المزارعون ولم يجن ذلك المسؤول سوى الخيبة والضياع .
ولعل تحرك سريع من السيد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي يكون فيه طوقا لنجاة اهالى قنا من عذاب المحافظة التى تتمسك بنسبة ٢٥ % حتى الان رغم كل ما تقدم به الأهالى من طلبات.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: