موسكو وأنقرة تتجاوزان الخلاف حول سورية وأردوغان: يداً بيد لصنع السلام في المنطقة

اجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سلسلة لقاءات واجتماعات في اسطنبول توجها بقمة مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان هي الثالثة بينهما منذ إعادة العلاقات بينهما والأولى في تركيا. وجاء الاجتماع على هامش قمة الطاقة التي استضافتها اسطنبول ورغم الخلاف المستفحل بين البلدين حول الملف السوري.
وقال بوتين في كلمته ان بلاده مصممة على تنفيذ مشروع «تورك ستريم» الذي يهدف إلى بناء خط أنابيب للغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا عبر تركيا. مشيرا الى ان بلاده ستواصل الاستثمار في إنتاج النفط وستظل موردا للطاقة جديرا بالاعتماد عليه إلى سوق النفط رغم الصعوبات الحالية التي تواجهها البلاد.
وقال «في الظروف الحالية، نعتقد ان تجميد او خفض انتاج النفط هو الوسيلة الوحيدة للحفاظ على استقرار قطاع الطاقة وتسريع اعادة التوازن الى السوق».
واكد ان «روسيا مستعدة للانضمام الى إجراءات خفض الإنتاج، وتدعو الدول الأخرى المنتجة للنفط ان تفعل الشيء ذاته».
واعرب عن أمله في ان يقود هذا الى اتفاق ملموس في اجتماع أوپيك الذي سيعقد في نوفمبر، وان تكون هذه الفكرة «مؤشرا ايجابيا للسوق والمستثمرين».
وفي احد اهم أسباب زيارته لتركيا، أكد بوتين وضع مشروع «توركستريم» لمد أنبوب الغاز الروسي الى أوروبا عبر تركيا على السكة يشكل اولوية بالنسبة لبلاده.
من جهته، قال الرئيس التركي إن أعمال مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي ترك ستريم مستمرة وسيتوقف بناء المرحلة الثانية من المشروع على ظروف سوق الغاز في أوروبا.
وذكر اردوغان في كلمة خلال مؤتمر الطاقة العالمي أن تركيا تبحث عن سبل لتنفيذ الخطط الرامية لبناء محطة ثالثة للطاقة النووية وتهدف إلى إنتاج 10% من احتياجاتها من الكهرباء من الطاقة النووية.
وخصص أردوغان جانبا كبيرا من كلمته أمام المؤتمر للقضايا السياسية، شاكرا الدول المشاركة في المؤتمر لمساندة بلاده ضد الانقلاب، مؤكدا على حق بلاده في مواجهة الإرهاب في سورية والعراق، ودعا الى أن «نضع يدا بيد لإحلال السلام في الشرق الأوسط».
وأضاف «دعونا نتيح لأطفال حلب رؤية أحلامهم حين ينظرون الى السماء بدل مشاهدة طائرات تقصفهم»، غامزا من الغارات التي تشنها طائرات روسية في حلب لدعم النظام.
ورغم التقارب الأخير بينهما لاتزال هناك خلافات بين موسكو وانقرة في الملف السوري، فروسيا حليفة نظام الرئيس بشار الأسد في حين تدعم تركيا المعارضة التي تسعى الى الاطاحة بالأسد.
لكن يبدو ان الطرفين وضعا جانبا هذا الموضوع للتركيز على مجالات التعاون خصوصا الطاقة.
والدليل على هذه البرغماتية تطمح تركيا وروسيا الى تعزيز مبادلاتهما الاقتصادية لرفعها الى 100 مليار دولار سنويا.
وقال اندرو نيف المحلل لدى «آي اتش اس اينرجي» لوكالة فرانس برس ان «عملية تضميد الجراح بدأت وطوى كل جانب صفحة الأشهر الـ 10 الماضية الصعبة للتركيز على بعض المجالات كالطاقة حيث للبلدين مصلحة متبادلة للتعاون» منذ حادثة اسقاط تركيا لمقاتلة روسية اتهمتها باختراق اجوائها.
وسيــتيـــــح انبـــوب توركستريم نقل 31.5 مليار متر مكعب من الغاز سنويا الى تركيا ويسمح لموسكو بالحد من اعتمادها على اوكرانيا.
وكشف عن هذا المشروع الاستراتيجي نهاية 2014 في الوقت الذي تم التخلي، في خضم الأزمة الاوكرانية، عن مشروع ساوثستريم في البحر الأسود الذي يعرقله الاتحاد الأوروبي.
ورغم الطموحات المعلنة يشكك المحللون في ربحية المشروع وعملية انجازه لأن اعمال التشييد لم تبدأ بعد.
وقال نيف ان «توركستريم اقرب إلى الحلم من خط أنابيب فعلي، ورغم استئناف العلاقات السياسية والتجارية لا نزال عند نقطة الانطلاق» مؤكدا ان الهدف الأولي بتأمين أول الامدادات في 2017 «طموح اكثر من اللازم» في هذه المرحلة.
والتقدم الوحيد الممكن بين البلدين هو استئناف الروس العمل في ورشة اول محطة نووية تركية في اكويو (جنوب البلاد). وهذه المحطة تقدر كلفتها بـ 18 مليار يورو وأراد اردوغان تشييدها لجعل تركيا التي لا تملك النفط، اكثر استقلالية من ناحية الطاق

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: