خطر داهم يهدد كيان الأمة..ويدمر شبابها: بقلم هيام دربك

خلق الله الإنسان في أحسن تقويم …. و رسم له في إطار الشرائع السماوية أصولا و قواعد تضمن له الحياة الكريمة السوية … و إننا نجد في الكتب السماوية الثلاثة كلها نصوصا عديدة لترسيخ مفاهيم الصحة والوقاية و أنماط الحياة القويمة فضلا عن ضوابط التمتع بالحرية في إطار حقوق الإنسان ….

ومن المعروف أن الطبقة الفاعلة في أي أمة هي طبقة الشباب فهم أملها وعماد حضارتها و أغلى و أثمن ثرواتها …. و من ثم فإن الاستثمار في مجال رعاية أبناء الأمة ـ أي أمة ـ يكون من خلال الاهتمام بهم صحيا و فكريا و ثقافيا و حضاريا و اجتماعيا و ثقافيا و بدنيا .. وأيضا … روحيا مما يتيح إعداد و تدريب كوادر متخصصة منتجة و فاعلة في المجال التنموي ….
و من الأوبئة التي أبتلي بها شباب أمتنا العربية وباء المخدرات هذا الوحش الكاسر ..و الآفة الخطيرة القاتلة المدمرة التي بدأت تنتشر و تستفحل بين الشباب في الآونة الأخيرة في كافة مجتمعاتنا العربية و بشكل لم يسبق له مثيل حتى أصبحت خطرا يهدد هذه المجتمعات و ينذرها بالإنهيار ….
و المخدرات تعد من السموم القاتلة فهي تشل و تسلب إرادة الإنسان و تذهب بعقله و تحيله بسببها لأشد الأمراض فتكا و تدفعه إلى ارتكاب الجرائم و سائر الموبقات ….
و نظرا لانتشار هذا الوباء و ازدياد كميات و نوعيات المخدرات إزداد بالتالي حجم التعاطي … و اتسعت دائرة المتعاطين فلم تعد قاصرة على فئة بعينها … فقد ضمت القائمة أبناء عائلات محترمة … و أصحاب مناصب رفيعة … و بعضهم حاصل على درجات علمية من جامعات عريقة ..
من هنا يجب أن ننتبه جيدا لهذا الخطر الداهم الذي يهدد كيان الأمة … مستهدفا شبابها بقصد ضربها في مقتل … و هذه هي سياسة الاستعمار الجديد … إضعاف الشعوب و تغييب عقول الشباب ودفعهم إلى الانتحار و معهم أوطانهم … فكم من بيوت هدمت … و أسر شردت … و أطفال يتمت … و جرائم بشعة يشيب لها الولدان ارتكبت بسبب هذا الوباء اللعين …
لابد من مشروع قومي عربي لمكافحة الإدمان تحت شعار (( أمة عربية خالية من الإدمان )) … مشروع تشارك فيه دور العبادة ( المساجد والكنائس ) .. دور العلم و التعليم ( مدارس ـ جامعات ) بأنواعها المختلفة … أيضا منظمات المجتمع المدني لها دور هام و مؤثر …. و من هذه المؤسسات على سبيل الإجمال و زارات الأوقاف و مجمع البحوث الإسلامية و مجمع اللغة العربية و كافة الجمعيات الأهلية و المؤسسات الخيرية فهذه الجمعيات لها دور هام و مؤثر إذا أحسن استغلاله و توظيفه …
الإعلام أيضا لابد أن يساهم و بقوة من خلال ندوات و لقاءات مع مختصين و مع متعافين ممن نجحوا في الإقلاع عن التعاطي …. برامج حقيقية بعيدة عن الشو الإعلامي غير المفيد … مع تسليط الضوء على المشكلة و شرح طرق التعامل وأساليب الوقاية … و تنقية الدراما مما يشوبها من انفلات أخلاقي و مناظر مؤذية مؤسفة مسفة تروج للمخدرات و تساعد على انتشارها فكثير من الأفلام و المسلسلات يتم تعليم الشباب من خلال عرضها ـ مع شديد الأسف ـ كيفية تداول و تعاطي المخدرات ….
لابد أيضا من الوقوف و بقوة للمارسات الخاطئة في عدد من الصالات الرياضية الخاصة التي تشجع الشباب على استخدام المنشطات الضارة المحظورة و التي هي الباب السري للدخول في هذا العالم المظلم بل الحالك السواد …
لابد أيضا من دور لوزارات الشباب و الرياضة في كافة وطننا العربي من خلال خطة مشتركة و بتنسيق كامل ليكون للنادي و مركز الشباب دورا رائدا في مكافحة هذا الطاعون بتوعية الشباب وتكثيف الأنشطة و مراقبة سلوكيات الأعضاء و متابعتهم …
كما يجب الا ننسى في زحام التعامل مع المشكلة … أن نضع البرامج التي تكفل للمتعافين عودة كريمة للحياة الطبيعية … بإدماجهم في المجتمع … و إيجاد الفرص لهم ليكونوا أسوياء حتى لا يصابون بانتكاسة تعيدهم إلى الوراء …و و
لابد من دق ناقوس الخطر ـ وقد دق بعنف فعلا ـ و الوقت في غير صالحنا …. أمتنا العربية و شبابها مستهدفون من قبل عصابات و مافيا المخدرات التي ترعاها وتحركها قوى البغي والشر والعدوان من الذين لا يريدون لنا أو بنا خيرا ….

كاتبة مصرية 

تعليق واحد

  1. ليست المخدرات هي الخطر المتربص بالشباب،بل الأسباب التي دفعتهم لها هي الخطر
    البطالة خطر
    التهميش خطر
    الجوع خطر
    الفقر خطر
    بناء الشباب ليكونوا فاعلين سيجنبهم المخدرات وترقى بهم الأمة
    منحهم الإحساس بالكرامة وتنميتها سيجعلهم يرقوا بأمتهم ومجتمعهم
    المخدرات هي نتاج للإحباط والضياع وتنامي الشعور بالمهانة والتهميش
    تحياتي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: