“كلنا العراق”.. أغنية للجسمي تبعث الأمل لبلد مزقتها الحرب

“شكراً حسين الجسمي” عبارة هي قد تكون الأكثر تداولاً في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي العراقية؛ رداً منهم على أغنية للفنان الخليجي المشهور، بعد نشر أغنيته الجديدة التي تتغنى بالعراق، وحملت عنوان “كلنا العراق”.

الأغنية لاقت إعجاباً كبيراً من قبل العراقيين؛ فبالإضافة إلى جمال صوت مغنيها، وموسيقاها المعتمدة على الإيقاعات العراقية المعروفة، شكل إخراجها لوحة فنية رائعة، استمدت صورها من مفاصل مختلفة من حياة العراقيين، ومناطق بلادهم.

الأغنية خلال يومين من بثها على موقع “يوتيوب” تجاوز عدد مشاهديها المليون، وراح العراقيون ينشرونها على صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، بل صارت تُسمع في كل مكان من مناطق العراق، سواء في وسائل النقل، أو المحال التجارية.

ومن خلال الصور والمشاهد التي ركز عليها المخرج العراقي علاء الأنصاري، مخرج العمل الذي نجح في إيصال تصور الفنان الجسمي للأغنية، وهو إيقاد الأمل عند العراقيين، تثير الأغنية مشاعر الانتماء للوطن، وتشد المغتربين لبلادهم، وتعزز ارتباط المواطن بأرضه.

حيث تصور الأغنية العراقيين وهم في سعادة، يحدوهم أمل كبير لغد مشرق، وهو ما رحب به العراقيون الذين يأملون في أن تتغير حالهم إلى الأحسن، نحو التخلي عن أخبار بلادهم اليومية المليئة بالأزمات والتفجيرات.

“الأمل هو ما يدفعنا للبقاء، للعمل، للعطاء” ذلك ما قاله الصحفي العراقي علاء سلمان في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، ملخصاً رأيه في أغنية الجسمي بأن “ذلك ما نحتاجه، جرعة أمل تعيننا على مصائبنا”.

ويمر العراق بأزمة أمنية تشمل جميع مدنه لا سيما العاصمة بغداد، بدأت مع غزو البلاد في 2003 من قبل الولايات المتحدة الأمريكية للإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين.

ولم يستتب الأمن بانتهاء حكم نظام صدام حسين، بل كان لظهور مليشيات مسلحة دور أكبر في نشر الخوف والرعب وانعدام الأمن، كذلك سيطرة تنظيم “الدولة” على مساحات شاسعة في البلاد منذ صيف 2014.

وبقيت المدن تشهد أعمال عنف مختلفة، في حين تحول مدن البلد المعروف بأنه من أغنى البلدان بالنفط ومعادن ثمينة أخرى، لأسوأ مدن العالم معيشة، وفقاً لتقارير دولية مختصة؛ ويعود ذلك إلى العنف وانعدام الأمن، برغم وجود حكومة منتخبة وقوات أمنية مدربة.

كذلك شهدت البلاد منذ نحو أكثر من عامين أسوأ موجة نزوح في تاريخها؛ حيث نزحت مئات الآلاف من الأسر من مختلف المحافظات؛ بسبب العنف الذي ضرب البلاد، لا سيما في المناطق التي سيطر عليها تنظيم “الدولة”.

كل تلك الأحداث جعلت من العراقيين يسكنون “الهم”، يقول الفنان التشكيلي العراقي مصطفى كريم، مضيفاً في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: إن “أغنية الجسمي جاءت لتنتشلهم قليلاً من همومهم”.

الأغنية التي تعبر عن رؤية الفنان حسين الجسمي، كتب كلماتها الشاعر العراقي كاظم السعدي، وأخرجها علاء الأنصاري.

وعبر الجسمي في بداية الأغنية عن رؤيته من خلال هذه الأغنية قائلاً: “رؤيتي التي ترجمتها من أفكار ومشاعر عبر هذا العمل بهدف رؤية الابتسامة والسعادة على وجوه كل أهلنا في العراق وخارجه.. شاركني بها كل أخواتي وإخواني في الوطن العربي بمحبة صادقة وعفوية.. إنها تحيتي الخاصة التي أطلقتها من كل مكان في وطننا العربي الذي أعتز بانتمائي وولائي له”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: