الكاتب - غانم السليماني

لبنان وحصة السلام – بقلم : غانم السليماني

هبطت طائرة “الميلدست” القادمة من بيروت في مطار الكويت قبل يومين من قرار السلطات الكويتية بمنع دخول متعاطفين مع حزب الله اللبناني إلى البلاد وترحيل أخرون غير مرغوب بهم.

ربما كنت الكويتي الوحيد وسط زحمة ركاب لبنانيين وسوريين الذين قد يكون من بينهم من سيعود أدراجه إلى بيروت نتيجة القرار الكويتي الذي جاء بعد تحركات خليجية أبعدت العشرات من بلدانهم ,لذا لم يكن له ردود أفعال في لبنان التي أعتادت على الصخب السياسي , وبقيت مخاوفه وهواجسه في قلوب المغتربين .

وقوف اللبنانيين أمام طوابير العائدين إلى الكويت كانت محاطة بالقلق والخوف في إنتظار الحصول على ختم الدخول بعد أن تواتر أنباء بعدم السماح لدخول لبنانيين إلى البلاد .

رحلة الذهاب إلى بيروت لم تكن أفضل حالا من العودة للكويتيين نتيجة التحذيرات المتكررة من وزارة الخارجية بعدم سفر إلى لبنان, بددها لقاء عابر مع أبنه بطل التحرير الشيخة حصة سعد العبدالله أثناء الوقوف في إنتظار إستلام الشنط في مطار رفيق الحريري عندما بادرتها” بالسلام ” فقالت مبتسمة ” منت خايف الناس صرعوني بالكويت عندما قلت لهم أبسافرإلى لبنان “. وأنهت حديثها سريعا لتحمل شناطها إلى بيروت التي تواجه أوضاعا إقتصادية صعبة .

التجول في بيروت يعكس صورة واضحة لتردي الاوضاع في بلد الشعراء والثقافة العربية فالمشهد لا يسر عدوا ولا صديقا نتيجة الازمات التي تعصف في البلد العربي إبتدا من أزمة النفايات وصولا إلى شبكة الانترنت الغير شرعي وتلويح ملاك الصحف بالاغلاق نتيجة عدم قدرتهم لدفع رواتب لموظفيهم .

شارع الحمرا الشهير الذي هجره العرب مؤقتا لحين تعديل حزب الله سلوكه بعد أن نفذ الخليجين طريقة جديدة في التعامل تتسم بالصرامة لوضع حد لمغامرات المسؤولين في حزب الله والضغط عليهم لعلهم ” يطخون” ويوقف ممارساتهم التحريضية ويعود إلى عروبتهم بعد أن كانت بيروت خيمة العروبة أضحت اليوم معزولة بقرار عربي بعد أن أوقفت السعودية الدعم لتسليح الجيش اللبناني نتيجة مصادرة حزب الله للمواقف اللبنانية في مناصرة القضايا العربية .

التخلي العربي عن لبنان تسبب في عزلتها وخروجها من الخيمة العربية لتواجه مواجعها الاقتصادية الصعبة وحيده وتضعها على حافة الهاوية ومن المحتمل أن تتضاعف أزمتها في حلول الصيف نتيجة عزوف السياح الخليجين القدوم إلى لبنان .

الوضع الاقتصادي العالمي يتحتم على العرب البحث مع أشقائهم اللبنانيين عن حصة للسلام وإيجاد تسوية لاخراج لبنان من عزلتة العربية ومعالجة أزماته من خلال تحسين مسار علاقاته بالعرب وإلا سيكون لبنان مهدد بالسقوط نتيجة رياح التغيير العربية التي ستقذف بيرو ت بعيدا عن حمى العروبة وتبقى في مواجهة الحضن الفارسي فالعقلاء في بيروت مطالبين بتحرك جاد لضمان استقرار لبنان وإعادتها إلى عروبتها وفك العزلة وإعادة بيروت إلى أهلها الحقيقين .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: