الجيش السوري استهداف مخيم النازحين في ريف إدلب

فيما أكدت روسيا عدم تحليق أي طائرة فوق مخيم للنازحين في ريف ادلب الذي تعرض للقصف بشمال سورية امس الأول، ما أسفر عن مقتل العشرات، نفى الجيش السوري أن تكون طائراته شنت الغارات.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد القتلى الذين سقطوا في الهجوم على المخيم قرب بلدة سرمدا يشمل نساء وأطفالا وقد يرتفع لأن كثيرين إصاباتهم خطيرة.

وقال الجيش السوري في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية امس «لا صحة للأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام حول استهداف سلاح الجو السوري مخيما للنازحين في ريف إدلب».

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين إن هذه الهجمات تمثل جريمة حرب دون شك. وأضاف في بيان «مع وجود هذه الخيام في تلك المواقع منذ عدة أسابيع حيث يمكن رؤيتها بوضوح من الجو فمن المستبعد بشدة أن تكون هذه الهجمات القاتلة حادثا».

ومضى يقول «فريق العمل التابع لي إلى جانب منظمات أخرى لن يتركوا بابا دون أن يطرقوه في جهود البحث والتسجيل للأدلة على ما يبدو أنها جريمة خسيسة ومتعمدة ضد مجموعة من الضعفاء».

وقال «تشير التقارير الأولية إلى أن طائرات الحكومة السورية نفذتها لكن لم يتم التحقق من هذا بعد».

وأظهرت لقطات على مواقع التواصل الاجتماعي عمال إنقاذ يخمدون حرائق شبت في الخيام التي كانت منصوبة بحقل موحل.

وتصاعد الدخان الأبيض من الرماد.

وتقع سرمدا على بعد نحو 30 كيلومترا غربي حلب، حيث حقق اتفاق لوقف الأعمال القتالية بوساطة الولايات المتحدة وروسيا قدرا من الهدوء أمس الاول.

وقال زيد إن معظم من هم في المخيمات اضطروا للنزوح عن ديارهم في حلب في فبراير بسبب القصف الجوي المستمر.

وأضاف أنه يشعر بالقلق بسبب الوضع في سجن حماة المركزي الذي سيطر السجناء على جزء منه ويحتجزون بعض الحراس رهائن.

ومضى يقول «تطوق قوات الأمن المدججة بالسلاح السجن ونخشى احتمال هجوم فتاك وشيك. مئات الأرواح معرضة للخطر وأنا أدعو كل السلطات للجوء إلى الوساطة أو بدائل أخرى لاستخدام القوة».

ودعا حكومات الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي لإحالة ملف سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية حتى يكون هناك «مسار واضح لمعاقبة من يرتكبون جرائم من هذا النوع».

من جانبه، دعا نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين امس، إلى إجراء تحقيق مستقل في الغارة.

ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن أوبراين قوله: «إذا ثبت أن هذا الهجوم استهدف المنشأة المدنية عمدا فيجب تصنيفه كجريمة حرب، أدعو على الفور إلى إجراء التحقيق المستقل وغير المنحاز في هذا الحادث المروع».

من جهته، أدان المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية مارك تونر الغارة على مخيم النازحين، دون الإشارة إلى المسؤولين عنها، وقال: «لا يوجد أي مبرر للهجمات على المدنيين في سورية، خاصة عندما يجري استهداف مخيم النازحين.. لا يوجد لدينا مراقبون في مكان الحادث، وبذلك سنجمع المعلومات التي يمكن أن تدل على من يتحمل المسؤولية عن الهجوم».

وأضاف تونر: «لقد رأينا اتهامات تقول إن هذه الغارة قامت بها القوات النظامية في سورية، لكن قبل توجيه الاتهام إلى أحد ما، علينا أن نحصل على الإثباتات في ذلك».

وكان الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض جوش إيرنست أكد – في وقت سابق – أنه لا توجد علاقة لواشنطن بالغارة على المخيم، لأن طائرات التحالف الدولي لا تنفذ عمليات في تلك المنطقة السورية، حسب قوله.

يذكر أن نحو 30 شخصا قتلوا أمس الأول جراء غارة جوية استهدفت مخيما للنازحين بمحافظة إدلب السورية التي وصلوا إليها قادمين من حلب هربا من الأعمال القتالية هناك.

من جانبه، دان الاتحاد الأوروبي بشدة الغارات الجوية التي استهدفت المخيم مؤكدا انها «انتهاك صارخ» للقانون الدولي الانساني.

وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني والمفوض الأوروبي لشؤون المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات خريستوس ستيليانيدس في بيان مشترك مساء أمس الأول ان التقارير بشأن أعداد الضحايا التي خلفها الهجوم «تؤكد أن المدنيين لا يزالون الضحية الأولى لهذا الصراع».

وأضاف البيان أن تلك الهجمات تؤكد ضرورة الاسراع في إيجاد حل تفاوضي للازمة السورية، داعيا المجتمع الدولي الى العمل بشكل جماعي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: