وزير الداخلية: كل الدعم للسعودية في تصديها للأخطار الإقليمية

بدأت اليوم في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، أعمال الاجتماع التشاوري السابع عشر لوزراء داخلية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وترأس وفد الكويت في الاجتماع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد يرافقه وفد أمني رفيع المستوى.

وأكد الخالد، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الموقف الثابت والراسخ حيال الوقوف صفاً واحداً إلى جانب المملكة العربية السعودية في تصديها للأخطار الإقليمية، وأن أمنها أمان لنا وعزها عزٌ لنا.

وتوجه بالتهنئة بمناسبة إقرار (رؤية المملكة العربية السعودية 2030) مؤكداً أن أبناء الشعب السعودي قادرون بتعاضدهم وتعاونهم على تحقيق هذه الرؤية والمضي نحو التقدم والازدهار في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

وأعرب الخالد عن أصدق التهاني على نجاحِ مناورات رعدِ الشمال، والتي جاءت تتويجاً للتحالفِ بين المملكة وأشقائها وأصدقائها من الدولِ العربيةِ والإسلامية، وأكدوا أنهم يقفون صفاً واحداً لمواجهةِ التحديات، والحفاظِ على السلامِ والاستقرارِ بالمنطقة، وكذلك على نجاحِ تمرين (صولة الحق 8) لقواتِ الأمنِ الخاص بالمملكة، وما ظهرت عليه مِن أسلوبٍ متميزٍ وفريد مِن الإتقانِ والاستعدادِ والجاهزية في تنفيذِ أصعبِ المهام.

وأشار إلى أن هذا الاجتماع يأتي في إطارِ لقاءاتِنا الدوريةِ والمتجددة من أجلِ التشاورِ والتباحث حيال القضايا الأمنية ذاتِ الاهتمامِ المشترك بعد أنْ أصبح مصيرُنا واحد، وأنَّ وحدتَنا وتلاحمنا فرضٌ علينا جميعاً إزاء التهديداتِ والتحدياتِ المشتركة التي تفرضُ نفسها علينا، ولا تستثني أحداً من دولِ الخليجِ العربية.

وشدد على إننا خطونا خطواتٍ واسعةٍ في التعاونِ والتكاملِ الأمني، وأنَّ لقاءاتِنا قد أسفرت عن إنشاءِ أجهزةٍ عديدة تهدفُ إلى تبادلِ المعلوماتِ وزيادةِ الخبرات والتنسيقِ الكامل بين الأجهزةِ الأمنية، ونأمل أن يُساهمَ مركزُ المعلوماتِ الجنائية لمكافحةِ المخدرات في تدفقِ المعلوماتِ وجمعِها وتحليلِها وتبادلها على صعيدِ مكافحةِ هذه الآفة.

واضاف لقد قررَ مجلسكم الموقر إجراء تدريبات ميدانية مشتركة لرفعِ كفاءةِ الأجهزة الأمنية، ونأمل من التمرين التعبوي (أمن الخليج العربي 1) ، الذي ستُجرى وقائِعَه نهايةِ هذا العام ، أنْ يحاكي التهديدات الأمنية المتوقعة للجماعاتِ الإرهابية ، ويُظهرُ كفاءةً في التصدي لها ، بما يُطمئنْ شعوبَنا على جاهزيةِ قوات الأمن، في التصدي للمخاطر المحتملة.

وألمح الخالد إلى أن الظروفُ العالميةُ والإقليمية فرضت في الفترة الأخيرة أوضاعاً جديدةً أكدت أنَّ قُوتَنا في وحدتنا، وأنَّ اليقظةَ التامةَ هي عنوانُ المرحلةِ الراهنة، كما أن التنسيق والتكامل الأمني والسعي إلى تسخيرِ التقنيةِ الحديثة في مواجهةِ التحدياتِ والصعاب هي عمادُ العملِ الأمني حتى تتناسب مع التطورِ الكبيرِ في عالمِ الجريمة، وأن هدفَنا هو استباقُ الجريمةِ المنظمة ومحاربتها خارج حدود الوطن بالتنسيقِ فيما بيننا لتجفيفِ منابعها، ولعلنا بحاجةٍ إلى مراجعةِ إستراتيجيتنا في تبادلِ الخبراتِ المتميزةِ فيما بيننا، ونقلها من الدولِ الصديقة للتأكدِ من مدى مناسبتها لظروفِ المرحلة ومواكبة التطور.

وأبرز أن الإرهاب أصبح خطراً على العالمِ أجمع ويَطِلُّ علينا كُلَ يومٍ بطرقٍ متغايرة أرهقتْ الأمنَ الدولي، ومعركتُنا معه طويلةٌ ومضنية، ولكن -بعونِ الله -وبتلاحمنا وتكاملنا نستطيع أن نقي بلادنا شروره، لتظل دولُ المجلسِ شامخةً -بحفظِ الله -في مواجهة الإرهاب الذي يحاولُ أنْ يعبث بمنطقتنا، كما أنَّ الأجهزةَ الأمنية لم تغفلْ عن الهجمةِ الشرسة لمروجي المخدرات التي تستهدفُ تدميرَ شبابِنا ومقدراتنا وكانت لهم بالمرصاد في أكثرِ من موضع.

وأشاد الخالد بمستوى التعاونِ والتنسيق بين الأجهزةِ الأمنيةِ بدولِ المجلس لتعزيزِ الأمنِ والاستقرار في ظلِ الظروفِ الحساسةِ والدقيقة التي يعيشها العالم أجمع.
ورغم كُلِ هذهِ النجاحات التي ساهمَ فيها التكاملُ الأمني، إلا أنَّ ذلك يقتضي منا المزيدُ والمزيد من التعاونِ حتى نحقق لشعوبنا ما تصبوا إليه من أمنٍ واستقرار.

وتوجه الخالد بالشكرَ والتقدير، الى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رئيس مجلس الشئون السياسية والأمنية بالمملكة العربية السعودية، ولجميعِ قياداتِ وأركانِ وزارة الداخلية بالمملكةِ العربيةِ السعودية الشقيقة، على كرمِ الضيافة وحفاوةِ الاستقبال ولجهودِهم الصادقةِ من أجلِ إنجاحِ هذا اللقاء، ولوكلاء وزارات الداخلية، والوفود المرافقةِ لهم، عملَهم المتميز في الاجتماعِ الثامنِ للتحضيرِ للقائنا هذا، ولمعالي الأخ الأمين العام للمجلس ومساعديه، وجميع العاملين بالأمانةِ العامةِ الموقرة، لما بذلوه من جهدٍ دؤوب لتنفيذِ وتفعيلِ القراراتِ الصادرةِ عن اجتماعاتِنا المتجددة.
واختتم الخالد الصباح متمنياً التوفيق للاجتماع في حملِ أمانةِ المسئولية، وتحقيق الأمن والأمان الذي تصبوا إليه شعوبنا.

وقد تم خلال الاجتماع التشاور في الأوضاع والمستجدات الأمنية التي تشهدها المنطقة وكيفية تعزيز التنسيق لمواجهة أية إحداثيات طارئة.
وبحث الاجتماع جدول الأعمال الذي تضمن مذكرة الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وتوصيات اجتماع فريق العمل المختص بدراسة التمرين التعبوي للأجهزة الأمنية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (أمن الخليج العربي 1)، وتوصيات الاجتماع التنسيقي بين مدراء أجهزة مكافحة المخدرات وتوصيات الاجتماع الثاني للجنة فحص الترشيحات لنيل الأوسمة والميداليات بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاجتماع التكميلي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: