اللواء خالد الخطاري .. في ذمة الله : بقلم – ياسر عبد القوي

أحياناً تشعر بأن الحياة موحشة جداً وقصيرة جداً و عندما تفقد بعض احبابك تكون اكثر غربة وأكثر وحشة وعندما
تفتقد أخآ كان لك بمرتبة الأب لايسعك إلا أن تذرف الكثير من الدموع حزننًا وألماً على فراقه .

أكتب هذه الكلمات .. ولا أحد يعلم ما بداخلي من آلم  .. وما يدور من حولي .. خبر وفاتك ، فاجعه بالنسبة لي ، لم أتحملها  صعيبه على أنفاسي ،  قدر الله وقدرته ..لا إعتراض لقضاء الله .

رحل الرجل الذي أثري حياتي بنبله.. فكان بالنسبة لي «نموذجا» و«رمزا».. أستلهم منه «آيات» الأدب، والسمو، والخلق الرفيع.. رحل ابن الصعيد اللواء ” خالد الخطاري ” .. لقي وجه ربه، في هدوء.. كما عاش حياته في «هدوء».. وأخلص لوطنه في «صمت» ومنح جهده وعرقه طيلة مسيرته الظافرة كجندي في ميدان المعركة.. يعرف معني الوفاء لوطنه ، فعلا يحتاج لمن هم مثله من «المخلصين» صدقا .. قولا، وفعلا.
أكثر من اثني عشر عاما وأنا أتواصل مع الرجل الذي جذبتني إليه «صفاته الحميمة» و«تواضعه الجم» و«استقامته الفائقة»..

شاركته سنوات عديدة. في أفراحه وأحزانه ، وحياته ، شاركته في عمله في مديرية أمن قنا ، كنت حينذاك محررا في جريدة ” المصري اليوم  ” في حملاته وجولاته لضبط الخارجين عن القانون .

كنت أستقبله بالحفاوة التي تليق به، كرمز كبير من رموز أبناء الصعيد ، تقلد مناصب عديدة في الجهاز الشرطي، وكان في مسيرته نموذجًا فذًا للعطاء والصدق.. وكان هو ـ رحمة الله عليه ـ يقابلني حفاوة بحفاوة، ويشد علي يدي، وهو يقول لي بلكنته الصعيدية «شد حيلك في اللي بتعمله..

في كل أجازة. سنوية لي أقوم بزيارته في مديرية أمن قنا ، كان دائم السؤال عني وعن شقيقي الأصغر “صلاح عبد القوي ”

وفي المناسبات لم يترك مكانه إلا حين يتقدم مني ويودعني بالاحضان، قائلا لي «نشوفك السنة اللي جاية لوربنا ادانا عمر نشوف بعض».. كنت أودعه وأدعو له بالسلامة وطيلة العمر، ودوام موفور الصحة والسعادة..

وعلي مدي السنوات العديدة الماضية، كانت علاقتي بالسيد العميد ” خالد الخطاري “كعلاقة الشقيق الأصغر بشقيقه الاكبر.. صحيح أن دوامات الحياة لم تسمح بتلاقينا إلا في مناسبات محددة، كالعزاءات والأفراح.. إلا أننا ـ أنا وهو ـ حريصان علي التسابق لتهنئة بعضنا البعض في المناسبات المختلفة.. لدرجة أنني فوجئت به في أحد الأعياد يتصل بي ليهنئني بمناسبة العيد قبل يومين من توقيت العيد، وراح يضحك بروحه الطيبة وهو يقول لي «أنا كلمتك بدري علشان كان نفسي أسبقك مرة في التهنئة».

كان الكرم همه ،،وطيبة القلب كانت عنواناً له .
اللهم أنك تعلم انه لو حل به ضيفُ لأكرمه …
اللهم انه ضيفك فأكرمه بجنة الخلد وتجاوز عنه وادخله الجنه مع الأبرار .. ياكريم ياجواد ياذا العرش المجيد .
وأكرمه بيتآ في الجنة ياكريم .

رحل الرجل الذي أحببته كثيرا.. وتلك إرادة الله وإيماننا بالقضاء والقدر.. ولا نملك أمام هذا الحادث الجلل، سوي أن ندعو له بالمغفرة ونتقدم بخالص العزاء إلي شقيقة الأصغر  العميد محمد الخطاري والدكتور أسامة الخطاري .. وكافة أفراد عائلته الكريمة في رحيله عن دنيانا.. تغمد الله أخانا العميد ” خالد الخطاري ” بواسع رحمته.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

2 تعليقات

  1. حضرتك انا ليا تعليق ومعلش اذا كنت بعدل علي حضرتك بس هو انا ابنه يوسف الكبير و والدي الله يرحمه كان عميد هيعلق رتبة لواء و عمي محمد اصغر من بابا و رتبتة عميد وشكراا جدا علي كلام حضرتك

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: