الكاتب - أشرف العشري

الملك في القاهرة .. إخوانك لن يصبحوا أعداءك : بقلم أشرف العشري

اتفق مع مسئولين رفيعين معنيين بملف العلاقات السياسية المصرية العربية فى الدوائر الدبلوماسية المصرية الرسمية تحدثت معهم مؤخرا بشأن ضرورة وحتمية والأهمية القصوى للعلاقات المصرية السعودية وضرورة السعى جديا نحو بناء العلاقات الاستراتيجية والشراكة الكاملة فى علاقات البلدين باعتبارهما سيكونان رمانة الميزان ومظلات الحماية لإنقاذ وتصحيح الوضع العربى ومنع بركان الانفجار والانهيار لعواصم عربية ضربها الخلل والفوضى الجوالة.

ومن أجل هذا تعطى القاهرة الأهمية القصوى ترقبا لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال الساعات القادمة حيث أعدت الملفات بعناية وجهزت الاتفاقيات والبروتوكولات والمعاهدات على المستوى الثنائى طيلة ثلاثة أشهر حسب قولهم التى يرون أنها ستشكل فتحا مشرقا فى علاقات البلدين واختراقا غير معهود وتمايزا استثنائيا فى علاقات الأشقاء ببعضهم وخاصة فى دول الاقليم.

أما على مستوى قضايا المنطقة العربية والاقليم الأوسع الشرق الأوسط فأعد جدول الأعمال بعناية بالغة وأعدت الرؤى والأفكار وسلة تفاهمات بلا حدود للعديد من أزمات المنطقة والاتفاق على تعميق الانغماس والتعاون لبدء تحرك عملى جديد بشأن إنهاء وإطفاء النيران المشتعلة فى أكثر من بلد عربى عبر جهد ثنائى مصرى سعودى ثم مصرى ـ خليجى موسع.

ناهيك حسب قول دبلوماسى مصرى مسئول ملف العلاقات المصرية ـ السعودية عن التحضير ضمن جدول الأعمال لتلك القمة لقضية والية غاية فى الأهمية تتعلق بالتخطيط المصرى ـ السعودى عبر القيادتين الرئيس السيسى والملك سلمان ثم وزيرى الخارجية وكبار المسئولين فى البلدين للبحث فى توسيع الرؤية والحركة بشأن صياغة سلة تصورات وأفكار ثنائية للبلدين بشأن مستقبل العالم العربى، وكيفية حل مشاكله، وفرص إعادة التوازن إلى منطقة الشرق الأوسط بفضل جهد وحركية البلدين فى المرحلة القادمة.

بكل تأكيد يتفق الغالبية فى القاهرة والرياض على العلاقات الفريدة والاستثنائية بين البلدين من منطلق المشترك والمصير والدور والمكانة لكل منهما فى الاقليم، ومن هنا كان اقتناع الغالبية الكاسحة من المصريين أن أفضل استثمار سياسى واقتصادى وتنموى لمصر فى المرحلة الراهنة والقادمة هو الاعتماد على الركائز السعودية باعتبارها دولة كبرى ولاعبة رئيسية فى المنطقة وصاحبة وفرة مالية وعملاقا اقتصاديا ضخما فى الاقليم، ومن هنا جاء تشكيل مجلس التنسيق الأعلى المصرى السعودى برئاسة القيادتين والذى نتج عنه تفاهمات واتفاقات اقتصادية وتنموية واستثمارية سيتم التوقيع على محضرها السادس بحضور الرئيس السيسى والملك سلمان بمبلغ 30 مليار ريال ستمثل نواة صلبة ومتجذرة لعلاقات اقتصادية كبرى وفريدة فى المرحلة القادمة تشكل بداية طريق للخروج الآمن للاقتصاد المصرى من عثراته الحالية.

وبالتالى كنت ومازلت أرى أن الرهان الأكبر لصانع القرار فى مصر يجب أن يكون اعتمادا واندماجا مع البعد العربى والاشقاء العرب لمصر باعتبارها هى الحاضنة الأولى وفى القلب منهم المملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجى بدليل ما قدم وحدث ودفع وتوفير غطاء حماية للدولة والشعب فى مصر أثناء وبعد ثورة 30 يونيو اعتماداً على قاعدة إخوانك لن يصبحوا أعداءك بدليل المقارنة بين مواقف السعودية حاليا ومواقف أمريكا ودول الاتحاد الأوروبى الذين يبتزون مصر أو يرفعون الصوت أو يلوحون بصواعق العقوبات والقطع والمنع للمساعدات أو التنكيل والتشهير بالمواقف المصرية فى قضايا الأمن القومى أو حقوق الانسان أو التجرؤ على النيل من الدولة والحكومة عندما تتعارض المصالح بعكس تلك المواقف المساندة والداعمة فى المطلق من قبل المملكة العربية السعودية ودول الخليج والمغرب العربى.

وبالتالى إذا كان لكل زمان آية فآية وضرورة هذا الزمان هو تكريس وترسيخ وتجذير العلاقات المصرية السعودية وقطع الطريق على هواة موسم الهجوم على علاقات البلدين ورفع الغطاء عنهم ليس لأن البلدين أكبر عاصمتين فى الاقليم بل لأنهما الحاضنة والمظلة الأوسع لركائز الأمن والاستقرار وصانعا القرار والسياسات الأكثر تأثيراً فى الاقليم وخاصة بعد أن غادرت مصر هذا الزمن الذى كانت تدير ظهرها لعالمها العربى حيث ولى هذا العهد وكذلك بفعل عودة قوة وتأثير الدور السعودى وامتلاكه مقومات الحزم والحسم الآن فى رسم سياسات المنطقة وتشكيل مصدات دفاع قوية وجاهزية وحضور طاغ فى الدفاع عن قضايا الاقليم ومقتضيات الأمن القومى العربى والتصدى مع مصر فى وجه مؤامرات التمزيق لأوصال العالم العربى لما تملكه قيادتا البلدين من رؤى وبرامج لإنقاذ النظام العربى.

وبالتالى أنا مع الرأى القائل إن البلدين وحدهما الأقدر بالطبع على امتلاكهما وقدرتهما على تصويب البوصلة فى العالم العربى وامتلاك القدرة والقرار وقوة التأثير فى رسم وإعادة التوازن فى المنطقة، وهذا لن يتأتى إلا عبر انغماس البلدين واهتمامهما بالفعل عبر إشارات جدية من القيادتين الرئيس السيسى وخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال قمتهما المرتقبة لدراسة الأبعاد والاستراتيجية المتعلقة بحاضر ومستقبل المنطقة ومواجهات التحديات التى تواجهها فى صياغة الأمن القومى العربى والحفاظ على سيادة الدول واستقلالها وسلامة ترابها الوطنى ووحدة أراضيها خاصة فى ضوء تزايد الخطر الايرانى ودوره فى تغذية العنف الطائفى فى المنطقة وتزايد استراتيجية ملالى طهران عبر التمدد فى الفراغ العربى التى أصبحت تواجه بعواصف ونوازل الحسم السعودى حاليا خاصة فى ضوء حالة الانكشاف الظاهر للجميع فى المنطقة بان العرب ودولهم الرائدة كمصر والسعودية يريدون بناء المنطقة على أسس عادلة من السلام والاستقرار والتعددية فى الاقليم ، فى حين أن الايرانيين يريدونها طائفية بغيضة مشتعلة بفعل إشعالهم المستمر لحرائق الاقليم.

وبالتالى لا صيانة ولا حماية للأمن العربى إلا عبر امتلاك استراتيجية الردع المبكر من قبل القاهرة والرياض بفضل امتلاكهما القوة والمقومات خاصة أن محن المنطقة تظهر معادن الرجال والدول كما فى مصر والسعودية اللذين ثبتا بالتجربة واليقين أنه لا يمكن التفكير والبدء فى إنشاء نظام إقليمى جديد ونظام عربى جديد دون دور وتأثير مصرى ـ سعودى ـ ولتكن الاستراتيجية الحاكمة لكلا البلدين لسنا دعاة حرب أو تهديد لأحد ولكن إذا قرعت طبول الفوضى والتخريب فنحن لها جاهزون.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: