غزو المسلسلات : بقلم فاروق جويدة

لم تكتف الفضائيات المصرية الخاصة بمسلسلات الغزو التركى للشاشات.. ابتداءً بحريم السلطان ولكن الجديد الآن هو
عشرات المسلسلات الهندية التى تغطى ساعات الإرسال وأصبحت وجبات يومية للمشاهد المصرى .. إن العقل المصرى يعيش الآن بين ثلاث جبهات تهدد كل شىء فيه .. هناك المسلسلات المصرية بما فيها من العنف والشتائم والبذاءات والمسلسلات التركية بما فيها من الذبح والقتل والمؤامرات والمسلسلات الهندية بما فيها من السطحية والسذاجة أى ان المطلوب من المواطن المصرى الآن ان يتلقى كل هذه الجرعات السامة مرة واحدة القتل والذبح على الطريقة التركية والحب الساذج على الطريقة الهندية والبذاءات على الطريقة المصرية وبين هذه الوصلات لا يمنع ان تكون هناك مشاهد للاعتداء على المرأة وضربها أو الخيانة أو الوقاحة والمؤامرات .. والواضح ان متعهدى هذه المسلسلات يذهبون إلى الهند ويشترون المسلسلات التى تباع على الأرصفة بعدة دولارات دون ان يعرفوا ما فيها وهل تتناسب القضايا التى تعالجها مع ثوابت وفكر الإنسان المصرى وتتكدس هذه المسلسلات فى ساعات الإرسال دون ان يعرفها أحد .. وهذا ما حدث مع المسلسلات التركية خاصة المسلسل الشهير حريم السلطان الذى اجتاح العالم العربى لسنوات فى أجزاء جمعت مئات الحلقات ما بين الذبح والنساء وفضائح القصور ما أكثر المسلسلات التركية التى تسربت الى المشاهد العربى أمام تجارة حققت مكاسب كثيرة لأصحاب الفضائيات الخاصة.. إن المطلوب من أصحاب الفضائيات المصرية ان يراجعوا المسلسلات التى يقومون بشرائها وآلا يكون هدفهم الأول والأخير هو شراء الرخيص وان تكون فى كل قناة لجنة تشاهد هذه الأعمال و تفحصها فنيا وسلوكيا وأخلاقيا أما سياسة الشراء بالجملة والدفع عند الظروف فهذه سياسات لم تعد تصلح فى سوق الخضار فما بالك بالفنون التى تبنى الشعوب .. فى وقت واحد تستطيع الآن أن تشاهد خمسة او سبعة مسلسلات هندية او تركية على القنوات المصرية الخاصة وأنا أتحدى ان يكون احد المسئولين فى هذه القنوات قد شاهد حلقة منها او عرف ما تحتويه من قضايا وأفكار.