الرئيس التونسي: حريصون على تعزيز العلاقات التونسية الكويتية

قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي اليوم الاربعاء ان العلاقات التونسية – الكويتية تشهد نموا وتطورا في مختلف المجالات وعلى كافة الاصعدة مؤكدا وجود تجاوب حقيقي ورغبة صادقة لدى القيادتين في البلدين الشقيقين للارتقاء بمستويات التعاون الثنائي وتعزيزه.
جاء ذلك في لقاء جمع الرئيس السبسي برؤساء تحرير وممثلي عدد من الصحف المحلية ووكالة الانباء الكويتية (كونا) بمناسبة زيارته الرسمية للبلاد.
واضاف ان العلاقات التي تجمع تونس بدولة الكويت “تاريخية وعميقة” واصفا في الوقت ذاته تلك العلاقات بانها “نموذجا تاريخيا” للعلاقات العربية – العربية.
وذكر ان زيارته للبلاد تعد انطلاقة جديدة في تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين مشيرا الى وجود رغبة وتجاوب كبيرين لدى القيادة الكويتية ممثلة بسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد في استئناف وتطوير العلاقات بين البلدين.
وقال الرئيس السبسي ان ثمة تعاونا تاريخيا طويلا بين تونس والكويت في مختلف المجالات لاسيما في المجال السياحي بيد ان هذا التعاون قد “اصابه حالة من الفتور في الاونة الاخيرة” مشيدا بأجواء الامن والامان والاستقرار التي تشهدها دولة الكويت والتفاف الشعب الكويتي حول قيادته الحكيمة وانسجامه معها.
ودعا في هذا الصدد الى ضرورة تعزيز اطر التعاون بين البلدين في كافة المجالات ليتسنى لتونس العمل على اعادة نشاطها الاقتصادي الى سابق عهده على الرغم من الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة.
واوضح ان زيارته الحالية شهدت لقاء رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي الغانم لبحث الفرص الاستثمارية المتاحة في بلاده والاصلاحات الواجب القيام بها في المجال الاقتصادي لجذب الاستثمارات الكويتية والاجنبية.
وحول الاحداث في المنطقة قال الرئيس السبسي ان المتغيرات التي تطرأ على المشهد السياسي “سريعة جدا” الامر الذي يتطلب وحدة الصف العربي لاسيما بين قيادات الدول العريبة وشعوبها مشددا على ضرورة وجود دور عربي في مختلف المحافل الاقليمية والدولية.
واضاف ان المنطقة العربية لم تعرف الاستقرار “أبدا” نظرا لوجود القضية الفلسطينية ذلك “الجرح النازف لأمتنا” العربية والاسلامية مطالبا الدول العربية جميعا بالعمل جاهدة على مساندة هذه القضية ونصرتها.
واشار في هذا السياق الى دور تونس في دعم القضية الفلسطينية واحتضانها قائلا ان بلاده استضافت القضية الفلسطينية منذ عشر سنوات ايمانا بعدالة القضية.
وعن الحراك الاخير على الساحة المحلية التونسية اوضح الرئيس السبسي ان الثورة التونسية قامت من اجل الاوضاع الاجتماعية التي تتمثل في البطالة والفقر غير ان هذه الاسباب مازالت موجودة الامر الذي ادى الى استمرار التظاهرات والاحتجاجات مضيفا بالقول “اننا مازلنا نقاوم نتائج مرحلة ما بعد الثورة”.
وحول استشراء الارهاب المتمثل في الجماعات المتطرفة قال السبسي ان بلاده تقوم على مواجهة موجة الارهاب نظرا لحالة عدم الاستقرار في ليبيا ونزوح الارهاب من المناطق السورية نتيجة ضربات التحالف الدولي.
واوضح ان الاوضاع الاقتصادية الصعبة في ليبيا وما خلفه نظام القذافي من انتشار للسلاح بالاضافة الى الحدود المفتوحة بين البلدين التي تمتد على طول 500 كيلومتر ساعدت بشكل كبير في دخول هذه الجماعات المتطرفة الى بلاده.
وعن موقف تونس من الازمة السعودية الايرانية قال الرئيس السبسي ان بلاده تقف الى جانب المملكة العربية السعودية في ازمتها الدبلوماسية مع ايران مضيفا ان ما قام به عدد من المتظاهرين من اقتحام للسفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد واضرام النار فيهما لا يتناسب والاعراف الدبلوماسية والدولية.
وذكر ان دول كبرى لم يسمها “هي من ارجعت ايران للواجهة وعلينا التعامل مع هذا الملف بواقعية” داعيا ايران ودول المنطقة الى التأقلم مع المتغيرات والمعطيات الجديدة بما يخدم مصالح دول وشعوب المنطقة.
وشدد في هذا السياق على وجوب تحمل المسؤوليات ومواجهة التحديات بان “لا نكون لقمة سائغة في يد الاخرين وان نتعامل مع الظروف الحالية بنظرة ايجابية”.
وعن طلب نظام الاسد من الحكومة التونسية فتح سفارة له هناك نفى الرئيس السبسي ان يكون قد تلقى طلبا بذلك قائلا “ليس من المهم ذهاب او بقاء الاسد لكن المهم ان تخرج سوريا من هذه الازمة “.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: