ثوره يناير .. وبناء الدولة المصرية: بقلم : محمد أبو عيطة

على مدى ما يزيد عن الثلاثين عاماً ظل نظام مبارك وحزبه متصدرا للمشهد السياسي المصري، متكئاً في هذا الصدد على دعم أدواته الأمنية، ما كان له عظيم الأثر في إضعاف الحياة الحزبية وإفساد الحياة السياسية وتجفيف منابع المشاركة المجتمعية.

لم تكن ثورة يناير بالنسبة لي مجرد حدث عابر شهد صعودا لأحلام وآمال متعلقة بتغيير النظام في مصر وبتحقيق العدالة والحرية والكرامة التي يفتقدها المصريون منذ عشرات أو مئات السنين،
وإنما كانت يناير الزلزال الذى قلّب لنا أرضنا العطنة وأخرج لنا عفن تربتها وكريه رائحتها، ستظل يناير زلزالا في الأفكار وفي الرؤى وفي التصورات. ستظل يناير زلزالا هدم أصناما في العقول.

برغم تأكيد السلطات في مصر احترامها لثورة 25 يناير 2011،والتأكيد في دباجة الدستور المصرى الذى أقرة الشعب المصرى علي أنها ثورة ، فإن هناك “مخاوف” من طمسها ومحو آثارها من الوجود.

ما أن بدأ البرلمان المصرى في إنعقاد أولى جلساتة حتى علت الاصوات بضرورة محو ثورة يناير من التاريخ ، حتى سمعنا ولأول مرة فى التاريخ أحد نواب هذا البرلمان يحلف بالطلاق علي أنة لا يعترف بثورة يناير ،
وسرعان ما انقسم الناس ، وكما هى العادة إلى فريقين، فريق يرى أن هناك سيناريوهات مخيفة قد تنجم عن احتفالات هذا العام ومخططات تهدف إلى أحداث عنف وفوضى فى البلاد
وفريق آخر يرى أن شيئا لن يحدث، وأن هناك فزاعة لإخافة الشعب من الثورة والثوار، وتحميل الثورة مسئولية كل هذا القلق والمتاعب التى نمر بها.

هناك الكثير من القوى والجهات التى تتعارض مصالحها مع الثورة والتى وجدت فيها تحجيما لنفوذها وامتيازاتها ومكانتها، وهى قوى تجمعت وستتجمع من أجل انتهاز أى فرصة ممكنة لدمغ الثورة والثوار واتهامهم بحرق وتدمير مصر، ولكن يمكن تفويت الفرصة على كل هؤلاء المتربصين بالثورة والثوار فإن الطريق الوحيد هو التهدئة والاحتكام لصوت العقل، حتى لا نمحو ثورة ساندتنا فيها العناية الإلهية فى وقت كنا فيه نؤمن بأن عصر المعجزات قد انتهى..!!
يجب أن تستمر الحياة بشكل طبيعى ، وأن تعمل الدولة على أن تكون الاحتفالات هى استمرار لروح الثورة فى البناء وليس الهدم، وأن نوقن أن استمرار حالة الطوارئ فى أجهزة الدولة وفى المؤسسات العسكرية والأمنية يعنى مزيدًا من الإنفاق والضغط المادى فى وقت بدأت فيه خزينة الدولة تعانى من نضب الموارد.

كاتب – مصري 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: