ياسر عبد القوي - عضو إتحاد الإعلاميين العرب

الحاج خيري إسماعيل .. الغائب الحاضر – بقلم ياسر عبد القوي

لايقاس عمر الانسان بعدد السنين التي عاشها، وانما يقاس عمره بعمله وعطائه واجتهاداته ووفائه لمهنته واخلاصه في تأدية واجبه المهني ؛ فهناك عمالقة من اساتذة الاجيال في زماننا هذا ؛ حملوا راية مهنة التدريس وساروا بها في حياتهم يحملونها لأعوام طويلة ، يطوفون بها حول طلابهم وطالباتهم يسكبون في عقولهم العلم والثقافة والتربية الوطنية صالوا وجالوا في ميادين مهنة التدريس اعواما طويلة ينشرون وسط طلابهم ؛ بل يغرسون في نفوس طلابهم اروع باقات العلم والمعرفة فتتغذى النفوس والعقول بهذه الروائع العلمية الدمسة وتنشأ اجيال على هذه التربية القويمة؛ فمن هؤلاء الاساتذة الاجلاء الراحل الحاج خيري محمد اسماعيل مربي الاجيال ؛ والذي توفي قبل ايام خلت .

رحل ” الحاج خيري ” تاركا بصماته العلمية والمهنية والاخلاقية على جدار قرية القلمينا بمركز الوقف – محافظة قنا – لتكون هذه البصمات شاهدا له وليكون التاريخ الشاهد الاول لهذا الاستاذ.. مربي الأجيال .

تقلد ” الحاج خيري” العديد من المناصب حيث وصل إلي وكيل مدرسة ثم إلى ناظر ثم موجه للرياضيات، قبل أن يحصل على بكالوريوس العلوم عام 1994، ليصعد بعدها بسنوات قليلة في السلّم الوظيفي حتى وصل إلى منصب وكيل الإدارة التعليمية بالوقف، ومنها إلى وكيل إدارة فرشوط، ليختم مشواره التعليمي كمدير إدارة فرشوط التعليمية.

رحل الرجل الذي أثري حياتي بنبله.. فكان بالنسبة لي «نموذجا» و«رمزا».. أستلهم منه «آيات» الأدب، والسمو، والخلق الرفيع..

واتذكر محاسنه وذكرياته الجميلة لمدة عام كامل ، كان رحمة الله عليه يصطحبني معه كل صباح إلي مدينة فرشوط ، وحينذاك كنت اعمل مدرسا” في مدرسة فرشوط الثانوية الصناعية ، وكان هو في ذلك الوقت نائب مدير الإدارة التعلمية بمدينة فرشوط ، جذبتني إليه «صفاته الحميمة» و«تواضعه الجم» و«استقامته الفائقة»..

صراحتا” الرجل كان دائم النصح والإرشاد في جميع لقاءته معي ويرشدني إلي الطريق الصحيح ، كان يقول لي بأخلاقك وأدابك وصفاتك تسطيع أن تكسب قلوب جميع من حولك .

اللهم أنك تعلم انه لو حل به ضيفُ لأكرمه …
اللهم انه ضيفك فأكرمه بجنة الخلد وتجاوز عنه وادخله الجنه مع الأبرار .. ياكريم ياجواد ياذا العرش المجيد ؛ وأكرمه بيتآ في الجنة ياكريم .

رحل الرجل الذي أحببته كثيرا.. وتلك إرادة الله وإيماننا بالقضاء والقدر.. ولا نملك أمام هذا الموقف الجلل، سوي أن ندعو له بالمغفرة.

ونتقدم بخالص العزاء إلي شقيقة الحاج صلاح محمد اسماعيل  عمدة القلمينا وأبنائه الاستاذ سامي  والمحاسب حسين .. وكافة أفراد عائلته الكريمة في رحيله عن دنيانا.. تغمد الله أخانا ” الحاج خيري “بواسع رحمته.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: