العرب اليوم

منتدى الدوحة: القضية الفلسطينية هي الأساس لحل النزاعات في المنطقة

أكد المشاركون في الجلسة العامة الثانية في منتدى الدوحة السادس عشر، والتي عقدت صباح اليوم، تحت عنوان “الشرق الأوسط: نحو مزيد من الاستقرار والازدهار”، على ضرورة تعزيز التعاون بين جميع الأطراف لمحاربة منابع التطرف والعنف والإرهاب، كونها تعد عائقا حقيقياً أمام الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار عبر تسوية عادلة للنزاعات الدائرة في المنطقة.

وأوضح المجتمعون أن التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش تستقطب الشباب الأقل تديناً، والأكثر عرضة للحرمان الفكري، والاقتصادي، والمشاركة الفاعلة في العملية السياسية المشروعة، مشيرين إلى أهمية متابعة ما ينشر على الإنترنت من تطرف وأفكار إرهابية، وحذف كل ما يهدد شبابنا ويستهدف هويتهم وثوابتهم، من خلال دعم العملية التعليمية على أسس من الوعي والتفهم لكل التحديات الراهنة والمستقبلية.

كما ناقشوا ملف استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، وأكدوا على أهمية تبني “حل الدولتين” كأساس لأي تسوية مستقبلية، منوهين بأهمية تكاتف جميع الأطراف وتذليل العقبات، وتبني المبادرات والجهود الدولية لخلق صيغة توافقية يمكن البناء عليها في المفاوضات المستقبلية بين الجانبين.

تبادل الأفكار والرؤى

بداية قال السيد نيكولاي مولدانوف، مبعوث الأمم المتحدة للسلام باشرق الأوسط، “إن المنتدي يشهد الكثير من النقاشات عن الحرة والديمقراطية في العالم ولا سيما في الشرق الأوسط، وهو منصة جيدة لتقريب وجهات النظر، وتبادل الرؤى والأفكار في كيفية مواجهة التحديات المستقبلية، ومن ثم خلق أرضية مشتركة والبناء عليها في مبادراتنا الهادفة لتحقيق السلام والاستقرار”.

وتابع مولدانوف: “الديكتارتوريات المتجذرة في الدول ثابتة وهي توحي بالاستقرار الوهمي، وهذا يعد عائقا أمام مواجهة التحديات الكثيرة شعوب المنطقة، ففي النهاية لابد لمبادئ الحرية والعدل والمساواة في تكون هي الأساس لأي مبادرات تقوم بها الأنظمة لشعوبها”.

حل الدولتين

وفي الشأن الفلسطيني، قال نيكولاي إنه “في ظل المتغيرات المتلاحقة في منطقة الشرق الأوسط، يجب ألا أن ننسى أن القضية الفلسطينية هي الأهم، ولن نتمكن من مواجهة التحديات المستقبلية بمختلف أنواعها دون إقرار “حل الدولتين” في تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

وأردف قائلا: لايمكن أن ندير ملف المفاوضات كام حدث على مدى عقود، إذ يجب أن نجد صيغة للتقدم والبناء عليها، وهذه الصيغة لابد أن ترتكز على 3 عناصر هي:-

أولا: أن تعيد الأسرة الدولية صياغة التزاماتها وتبني “حل الدولتين”، لأنه ببساطة الحل الأمثل.، وإن كان البعض يشكك في هذا الحل، إلا أننا يجب أن نتعاون لإنقاذه والبدء في تنفيذه.

ثانيا: الوضع الميداني يهدد حل الدولتين، لذا يجب أن نجد حلاً لوقف العنف والتدمير، وهدم المنازل، وكل أشكال الاستيطان.

ثالثا: التطرف بكل أشكاله يهدد كل الجهود المبذولة، فإذا أردنا أن نحقق الاستقرار والسلام، فعلينا القضاء على أسباب التطرف، وخاصة بين الشباب والأجيال الصاعدة.

واختتم حديثه قائلاً: أنا أؤمن بأن الإحساس بالظلم– في ظل عدم إتاحة الوسائل الشرعية – يدفع الناس للجوء للتطرف والعنف والتدمير، لذا علينا إرضاء طوحات الناس باحترام حقوقهم وحرياتهم المشروعة”.

الصراع العربي الإسرائيلي

الدكتور صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطنيين، بدأ حديثة بوضع شرطين أساسيين للتخلص من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أولهما؛ نشر الديمقراطية الصحيحة في المجتمعات العربية وإتاحة الفرصة للشباب للتعبير عن آرائهم وأفكارهم بصورة حضارية، وذلك لمنع استغلالهم من قبل التنظيمات الإرهابية كداعش وأخواتها.

أما الشرط الثاني لإمكانية القضاء على داعش هو “إنهاء الصراع العربي العربي، والتكاتف بكل الوسائل للوصول إلى تفاهمات سليمة تحفظ للدول حقوقها واستقلاليتها وسيادتها.

وعن القضية الفلسطينية أكد عريقات على ضرورة وضع أسس للسلام بين الفلسطنيين والإسرائليين، من خلال حل الدولتين حيث يرى بأنه هو الحل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.

مفاوضات الكويت

وفي الشأن اليمني بيّن السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، أن المفاوضات التي تجمع بين الفرقاء اليمنيين في الكويت، تعرضت للتشعب والتعسر والعرقلة عدة مرات، ولكنها مستمرة، قائلاً “إن التحديات التي تواجهها المفاوضات كبيرة ولكنها ليست مستعصية وسنمضي فيها حتى الوصول إلى السلام الذي يشمل الجميع، وينهي معاناة الشعب اليمني”.

وأكد ولد الشيخ على أهميه استغلال هذه المفاوضات معتبرها فرصة تاريخية قد لا تتكرر، مشدداً على ضرورة إنجاحها بكل السبل فالوضع الإنساني في اليمن اليوم لا يحتمل الإنتظار، مشيراً إلى أن عدد القتلى في اليمن جراء الصراع الدائر فيها بلغ الـ7000 قتيل، و35 الف جريح، فضلاً عن 3 ملاين شخص تركوا منازلهم ونزحوا إلى مدن ومناطق أخرى.

وتقدم مبعوث الأمم المتحدة ولد الشيخ أحمد بالشكر لدولة قطر ولأميرها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لتقديمه الدعم الكامل للمشاورات اليمنية في الوقت الحرج الذي تمر فيه المفاوضات، وقال “إن الدعم الذي قدمته قطر والشيخ تميم جاء لضمان مستقبل مشرق للشعب اليمني”.

وأوضح بأن هناك تحسن ملحوظ على الصعيد الأمني بسبب وقف العمليات القتالية والعسكرية، مما سمح بدخول المساعدات الإنسانية للسكان، منوهاً إلى حدوث بعض التجاوزات في بعض المناطق.

وفيما يخص المعتقلين والموجودين تحت الإقامة الجبرية والمحتجزين تعسفياً، أشار ولد الشيخ إلى إنشاء مجموعات عمل منبثقة من المفاوضات تعمل للإفراج عنهم بشكل عاجل وسريع.

العنف والتطرف

من جانبه أكد السيد يان كوبيش، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق، أن القضية الفلسطينية لم تتقدم على مدى عقود، والسبب أننا لا نسير على الطريق الصحيح لحلها، وما يحدث هو تسميم الأوضاع، والخطاب المعلن يغذي التطرف والعنف، ليس فقط في فلسطين، والعراق، وسوريا، وليبيا، أو حتى في المنطقة بأسرها، بل في كل أنحاء العالم”.

وتابع يان كوبيش: “يجب أن يتكاتف الجميع لنبذ العنف والتطرف، على أسس واضحة، فإذا كنا نريد مستقبلا مشتركا يتحقق فيه الأمن والأمان، فلابد أن يشترك الجميع في ذلك دون إقصاء، وأود هنا أن أنبه لأهمية إشراك الشباب والمرأة في عملية التغير نحو المستقبل، وأن نستمع لأفكارهم ومبادراتهم في أي عملية تحول أو محاداثات مستقبلية عام”.

محاربة داعش

كما تحدث السيد توبياس الوود، وزير الدولة للشؤون الخارجية والكومنواث، بالمملكة المتحدة، أن “العالم يعيش فترة ينعدم فيها الاستقرار والثقة، فالأزمات العالمية تحيط بنا من كل جانب، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية وغيرها، وأهم ما يمكننا القيام به الآن هو التوحد لإيجاد الحلول المشتركة، ومن ثم نتحرك بفعالية وثبات نحو المستقبل”.

وأضاف: التطرف والإرهاب دعانا للتوحد، فهناك أكثر من 60 دولة تحارب داعش، وهناك الكثير من الجهود تبذل للقضاء عليها بدءً من الحد من تدفق الأموال وانضمام الأجانب للتنظيم، فضلا عن الحل العسكري، لكن يجب أن نطور ونعزز هذه الجهود ونعي نقاط الضعف ونصححها ونقويها”.

وأوضح أن داعش تستقطب الشباب الأقل تديناً، والأكثر عرضة للحرمان الفكري، والاقتصادي، والمشاركة الفاعلة في العملية السياسية المشروعة، وهم بذلك يستهدفون صورة الإسلام، وبالتالي علينا أن نتعاون لنقل صورة مختلفة عن الإسلام، ونغير المفاهيم الخاطئة التي ينشرها داعش في الغرب، عن الإسلام.

وتابع: من الضروري أن نتابع ما ينشر على الإنترنت من تطرف وأفكار إرهابية، ونحذف كل ما يهدد شبابنا ويستهدف هويتهم وثوابتهم، ويجب أن نعزز التعاون في هذا السياق وأن ندعم العملية التعليمية لبناء جيل المستقبل على أسس من الوعي والتفهم لكل التحديات الراهنة والمستقبلية”.

مواجهة نظام الأسد

من جانبه قال السيد أنس العبدة، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن منطقة الشرق الأوسط لن تستقر مادامت سوريا تحترق، وستبقى المنطقة في حال تعب وإنهاك إذا لم يتحرك العالم لإنهاء معاناة الشعب السوري والتصدي لنظام الأسد الذي يقتل المدنيين كل يوم وكل ساعة من خلال الطيران والبراميل والصواريخ .

وأشار العبدة في معرض حديثه إلى الوضع الإنساني المتردي في سوريا، وقال “إن الوضع الإنساني في سوريا لم يتقدم أبداً، وعلى العالم مواجهة نظام الأسد لرفع الحصار على سكان المدن المنكوبة، وإطلاق المعتقلين الذين يقتلون ويعذبون يومياً بوحشية لم يشهد لها التاريخ مثل”.

أما عن الوضع السياسي فأوضح العبدة، أن “ستيفان ديمستورا” مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، ومن خلال المفاوضات، أعلن عن مجموعة من النقاط التي يجب السير فيها لإنهاء الأزمة السورية، وأهمها وضع دستور جديد وحكومة جديدة وانتخابات جديدة، مؤكداً بأن المعارضة السورية ملتزمة بهذا المسار لصالح الشعب السوري ولكن النظام يراوغ ويتهرب وغير جاد في أي عملية سياسية حقيقية في سوريا.

جدير بالذكر أن 58 متحدثا في جلسات منتدى الدوحة السادس عشر يناقشون قضايا حيوية مثل الاقتصاد والطاقة والأمن والدفاع، كما يشارك في أعمال المنتدى الذي يستمر ثلاثة أيام عدد من ألمع السياسيين والخبراء والأكاديميين وصناع القرار.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: