الإعلامي جورج قرداحي متحدثاً للزميل ياسر عبد القوي

جورج قرداحي: ليس هناك موقف موحد للإعلام العربي تجاه القضايا المصيرية

حاوره – ياسر عبد القوي 

 استطاع مقدم البرامج الجماهيرية جورج قرداحي أن  يصل إلى قلوب المشاهدين  في لمح البصر  لما يتمتع به من صفات الإعلام الناجح والمثقف القادر على إيصال أفكاره بأيسر الأساليب وأبسطها  هذا مايمكن شرحه باختصار  عن هذا جورج قرداحي

وخلال حواره مع ” العرب اليوم”  أكد أن الوضع الإعلامي العربي مفكك بعض الأحيان ويقترب من التفاهة أحيانا، مبينا أن هناك محاور في الجسم والرأي العام والسياسة العربية، ولكل محور منها إعلامها.

وكشف جورج أن قرداحي  الإعلام العربي متنوع وليس له سياسة إعلامية واحدة ولا موقف إعلامي موحد.

ورفض قرداحي   المقارنة بين القنوات الإخبارية العربية والأجنبية ،منها مثل قناة العربية والجزيرة و BBC، موضحا أن كلا منها لها ما يميزها عن الأخرى وكل قناة إخبارية لها شعبيتها في مكان معين.

وأوضح أن انقطاع برنامج من سيربح المليون، هو قرار من إدارة المحطة بحجب البرنامج للراحة بعض الوقت لكي تتشوق الجماهير إليه، وقال جورج إن إصلاح ومعالجة القضايا والمشكلات في المنطقة العربية لن يتحقق الا من خلال الوحدة العربية المترابطة، وطالما نحن غير متحدين سنبقى في هذا الوضع الذي وصفه بالضعيف

 مطالباً بتوحيد الصفوف العربية وإنهاء الوضع العربي المتشرمذ  حتى نضمن تعايش الأجيال في مستقبل واعد بالاطمئنان.. وإلى تفاصيل الحوار:

  • هل ترى أن الإعلام العربي أدى الدور المطلوب بالنسبة للقضايا العربية مثل القضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني وغيرها من قضايا أخرى ؟

– هذا السؤال واسع وعميق جدا، وهو عنوان لمحاضرة كاملة، وسأجيب عليه باختصار، أولا الإعلام الغربي ليس إعلاما موحدا ، الإعلام العربي هو صورة للواقع العربي وهو أيضا انعكاس لصورة الوضع العربي، وهو وضع مفكك بعض الأحيان يقترب من التفاهم أحيانا، ثم نرى هنالك محاور في الجسم والرأي العام وفي السياسة العربية، وهذه المحاور لكل محور منها إعلامها، لذلك هنالك بعض الإعلام الذي له موقف معين من القضية العربية.

وهناك ايضا إعلام آخر له موقف من القضية الفلسطينية، وهناك أيضا إعلام له موقف من القضية العراقية وما يحدث فيها، ولاشك في أن هناك محاور من الاعتدال وأيضا محاور الرفض موجودة إلى ما هنالك إذن لا يمكن أن نتحدث عن إعلام عربي واحد حتى نقول إن الإعلام العربي أدى دوره فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وأعتقد أن الإعلام العربي فيما يتعلق بالقضايا العربية هو إعلام متنوع وليس له سياسة إعلامية واحدة ولا موقف إعلامي واحد ولا هدف إعلامي موحد وهذا ما يمكن قوله باختصار عن واقع الإعلام العربي.

إذا أجرينا مقارنة بين القناتين العربيتين الجزيرة والعربية وقناة الـBBC كيف تصف لنا هذا التقييم؟ وهل نحن العرب بحاجة للدفع بالإعلام إلى الأمام؟ وبرأيك أيضا ما هو الذي ينقصنا نحن العرب حتى نؤدي دورنا الإعلامي بالشكل المطلوب؟

– مما لاشك فيه أن هذه القنوات كلها منافسة على الساحة الفضائية، وكل واحدة منها لها ما يميزها عن الأخرى فقد تجد امرأ مميزا مثلا عند قناة العربية ولا تجده عند قناة العربية أو BBC وأنا لا أحب المقارنات لعلنا نترك الأمر للمشاهدين وهم الذين يقيمون هذا الدور، وهذه القناة لها شعبيتها في مكان معين من الأمة العربية، ومما لا شك فيه أن هناك ما ينقصنا نحن العرب فأولا ينقصنا وحدة الموقف العربي وثانيا ينقصنا الإستراتيجية العربية الواحدة في مواجهة الحاضر والمستقبل ومواجهة الذات والآخرين، ونحن تنقصنا هذه الإستراتيجية الغائبة عنا جميعا، وعندما تصبح لدينا إستراتيجية تنبني عليها الإمكانيات الإعلامية التي يمكن أن توصلنا إلى ما نشاء إليه.

هل هناك أسئلة يحجب عرضها في برنامجك المعروف «من سيربح المليون»؟

-أنا من طبيعتي الشفافية وأسئلتي مباشرة، لكنني اختار الأسئلة التي يمكن وضعها في المكان الصحيح سواء للضيوف أو المشاهدين وجميعها تستوجب الذكاء والثقافة.

ماهي المعوقات التي صادفتك في برنامج من سيربح المليون ولماذا تعطل البرنامج لفترات؟

– منذ بدء هذا البرنامج عام 1999 لم تواجهني أي مشكلات، والحمد لله كان الدعم كبيرا لهذا البرنامج سواء من الجمهور أو إدارة المحطة، ولم أنقطع عن بث البرنامج ولكن كان هناك قرار للمحطة بحجب البرنامج بعض الشيء عن الشاشة لإراحته حتى يتشوق له الناس، وأنا أيضا لم أحتجب عن الشاشة ولكن ابتعدت قليلا عن الشاشة وهذا امر غير مزعج، وليس جميلا أيضا أن يكون المقدم دائما موجودا على الشاشة، إذاً يجب أن تريح المشاهدين منك بعض الشيء حتى يشتاقوا إليك.

كيف ترى المشكلات الدائرة في المنطقة العربية وما هي طرق العلاج لها؟

– المشكلات كثيرة كما تعلم في العالم العربي وإذا اردنا أن نعالج هذه المشكلات فلا شيء سوى الوحدة العربية وطالما نحن غير متحدين سنبقى في هذا الوضع الذي أصفه بالضعيف والمتشرذم، نتمنى أن نوحد صفوفنا ونبدأ في حل قضايانا حتى ولو بعضا منها من أجل إصلاح شعوبنا ومستقبل أجيالنا.

هناك من يصنف العرب إلى مذاهب دينية لإحداث تفكك وفوضى فيما بينهما فما الرسالة التي تريد توصيلها حتى نبتعد عن هذا الانشقاق؟

– هذه الرسالة جدا مهمة وأحدثك فيها بكل صراحة، طوال فترة عمري كلها لم اكن اسمع بأن هذا سني وهذا شيعي وكان العرب لا يميزون بين الشيعي والسني والمسيحي، الآن ومنذ العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 بدأت هذه النغمة نسمعها في الدول العربية، وهذا الشيء صدقني مؤسف للغاية، وأعتقد أن وراء هذه النغمة دعاية صهيونية الهدف منها تفرقة الجسم العربي وجعل العرب ينقسمون بين سنة وشيعة، وهذا خلاف تاريخي وخلاف قاتل، وفي الماضي آذى الامة العربية بالعمق وأعتقد هذا الفكر الصهيوني الجهنمي يلعب على هذه الوتيرة، لذا ينبغي على كل الشعوب العربية أن يكونوا حكماء في الامر ولا يتركوا للفتنة مجالا كي تعبر إليهم لا من باب إيران ولا من باب اسرائيل وأي بلد آخر.

كيف ترى الإعلام العربي اليوم وما يواجهه من تحديات غربية؟

– الإعلام العربي من حيث الشكل هو جيد ويتابع التطور التقني الحاصل في الغرب سواء على صعيد التلفزيون أو سواء على موجات الإذاعة والديجتال أو على مستوى الصحافة المتطورة في طبعتها ومظهرها، ولكن في العمق تبقى مسألة مهمة جدا بالنسبة للإعلام العربي هو عدم وجود موقف موحد حيال القضايا المصيرية في الأمة العربية، وهذا أمر مؤسف جدا، وهذا كما قلت يعكس واقع المواقف السياسية المريبة لدى الدول، ولكن هناك دورا للسياسيين العرب بأن نحاول اختراق الإعلام الغربي وأيضا أن نحاول أن ننقل قضايانا للإعلام الغربي حتى نطلع الرأي العام الغربي على أحقية قضايانا في العالم العربي، اعتقد أن الإعلام العربي اذا كان هنالك من وحدة رؤية عربية وإستراتيجية واحدة سوف يكون أفضل بكثير لنا نحن الإعلاميين العرب.

أيهما أفضل بالنسبة لك لتحقيق هدفك المطلوب.. برنامج من سيربح المليون أم برنامج «القوة العاشرة»؟

– ليس هناك مجال للمقارنة بين من سيربح المليون والقوة العاشرة، الأول كان فيه معلومات وثقل وعمق والأخير قدمناه من أجل تسلية المشاهدين وليس هناك برنامج آخر يستطيع أن ينافسه في المجال الثقافي والمسابقات.

ما هو شعورك عندما تتعرض لبنان إلى أزمات سياسية أو حروب أهلية بسبب سياسة الحكومات؟ لقد عبرت كثيرا خاصة بعد العدوان الاسرائيلي على لبنان؟

– دائماً كنت أعبر عن ولائي الكامل لهذا الوطن لاسيما بعد اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري وهذا الشيء يؤلمني في العمق وأي شيء آخر ليس بلبنان أيضا يؤلمني لأن الوطن عزيز علينا جميعا ونحن اللبنانيين كلنا شعب واحد ومن فئة دم واحدة وما يصيب أخانا يصيبنا نحن أيضا في العمق، ودائما كانت نداءاتي متكررة بأن نكون متضامنين مع بعضنا في أي وجهة أو تدخل عدواني يأتينا من الخارج ومن أي جهة يأتي فلابد أن نكون كقلب الرجل الواحد.

حدثنا عن تجربتك في الإعلام العربي والشعر والادب العالمي؟

– عملت في الإعلام العربي اكثر من 30 سنة وتجربتي بدأت في الصحافة المكتوبة ثم في التلفزيون ثم الإذاعة وكان لي عمل طويل في الإذاعة ثم عدت إلى التلفزيون مرة اخرى من خلال برنامج من سيربح المليون وبذلك أستطيع أن أقول أنني مررت بكل مراحل الإعلام العربي اما عن علاقتي بالثقافة فهي ثقافة عربية فرنسية ومع مرور الوقت اطلعت على كثير من الثقافات والاداب الغربية الانجليزية والحمد لله أتمتع بثقافة متنوعة بعض الشيء.

سمعنا أنك كنت مرشحا لتولي حقيبة الإعلام في لبنان هل هذا الخبر صحيح؟

– دعني احدثك بصراحة انا لست طامحا في أي منصب كان، إن تشكيل الحكومة في لبنان يأخذ وقتا طويلا وأنا حقيقة لا ارغب في تولي أي مراكز حكومية تقيد عملي الإعلامي.

ماذا يمثل لك الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وهل توجد علاقة بينكما؟

– اعرف سماحة الأمين لحزب الله حسن نصرالله وقد تشرفت بلقائه عدة مرات وأكن له كل احترام وكل محبة وتقدير وهذا بطل من بلادي وأفتخر به وأعتز بكل الانجازات التي تمت منذ قيام المقاومة في لبنان وإلى اليوم كذلك ما أنجزه حسن نصرالله إلى اليوم لم يتمكن أحد من إنجازه ضد العدو الإسرائيلي وبكل الإمكانيات الإسرائيلية الكبيرة تمكن نصرا لله من صنع البطولة لأبناء لبنان جميعا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: