مهيب العمري يكتب عن .. كلية التربية في جامعة صنعاء العمود الفقري للتعليم

 

تزرع فيها البذرة الأولى
التي تتفرع منها أغصان وتجنى منها الثمار

ففيها أناس صنع على أيديهم الطبيب والمهندس وكل المتخصصين
فهنا الأيادي التي كتبت لك بالطباشير أ ب حيث كان لقاؤك الأول بها
هنا الأصوات التي كانت تردد بعدها صباحا مدرسة صفاه وحكاية جحا والاسد والثور
هنا أيضا العصاء التي كانت تعانق يدك

كل هذا ماض
تحن إليه
والمكان أيضا يحن إلى ماضيه

فالحرب غيرت كل شيء

إنها كلية التربية في جامعة صنعاء
العمود الفقري للتعليم
ولكن في الحاضر الذي تغير فيه كل شيء وساءت أحوال الكلية كسوء ظروف البلاد

فالملتحق بها ثمة اسئلة تراوده
الإجابة عنها أن لا مستقبل له
خصوصا وهو يرى ما حل بالقدامى
الذي مروا قبله وأصبحوا على الأرصفة

 

حيث تراجع المتقدمون في الكلية بشكل كبير لتصبح بعض التخصصات شبه خاوية
التراجع هذا كانت الظروف المعيشية وأوضاع البلاد هي من تقف خلفه

والتراجع أيضا وذكره هنا ليس تكرارا أو حشوا
بل فصلا لمأساة ومصيبة أخرى
فالتراجع للمتقدمين جعل الكلية تتنازل عن شروطها في قبول الطالب
حتى أنها خفضت نسبة المعدل والمعدل بمفهومه العسكري يحمل رصاصة قد تفتك بشخص
لكن هذا المعدل قد يفتك بجيل بأكمله
حيث فتحت الكلية أبواب قبولها على مصراعيها وتقول هل من مزيد
فتوافد إليها المرفوضون من كل الكليات
حتى أنها لم تجري اختبارات قبول لبعض الأقسام

ففيها لا يرفض أحد
وهذه تمثل كارثة على التعليم فالمعلم يجب أن يختار بعناية وهذا المعمول به في جامعات العالم
فالطبيب قد يخطئ وكذلك المهندس ولكنهم يتحملون خطأهم
لكن المعلم إن أخطأ أخطأ جيل بأكمله
وسيكون جيل أجهل من أبو جهل

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: