طريق للتاريخ .. بقلم عبد اللطيف المناوي

لا أبالغ لو قلت إن الإرث الذى نستمد منه قوتنا المصرية الناعمة هو الأهم وهو الأبقى، والأكثر تأثيرًا من دول كبيرة وكثيرة فى العالم، سبقتنا علميًّا وتكنولوجيًّا وحضاريًّا. إرثنا ضارب فى جذور التاريخ، وفروعه تعلو على ناطحات سحاب شاهقة، بُنيت بملايين الدولارات. نفتخر بأجدادنا وبما تركوه لنا من آثار تشهد على عظمة الشخصية التى شيّدت الحضارة منذ آلاف السنين، تاركة لنا فرصة دائمة للاتّكاء والنهوض بعد الانتكاسات والنكبات.

افتتاح «طريق الكِباش» هو آخر حلقات مظاهر الاهتمام بهذا التاريخ المتعدد والمتشعب والمتنوع، وأثق أنه لن يكون الأخير بكل تأكيد، كما أثق أن الدولة المصرية لن تتأخر فى استغلال الحدث لدفع القوة الناعمة إلى الأمام، وكذلك استثماره فى تنشيط الحركة السياحية الوافدة إلى مصر.

افتتاح «طريق الكِباش» هو افتتاح آخر لطريق التاريخ، وقد أثبت منظمو الفعالية والمشاركون فيها من فنانين وموسيقيين وراقصين وحتى أصغر فرد فى المنظومة أنهم على قدر كبير من الإبداع والانضباط. أثبتوا أن المصريين قادرون على العمل بروح الفريق، وروح المجموعة. أثبتوا أنهم مَدْعُوُّون بشكل فوق المعتاد إلى المشاركة فى بناء الدولة ودعم القوة الناعمة، كلٌّ فى مجاله.

تحية لكل المُنظِّمين، وتحية خاصة لوزارة الآثار ومجهوداتها الضخمة لخروج الحدث بهذا الشكل الرائع، وكنت أتمنى فقط أن نستغل الحدث ونعلن عن موعد افتتاح المتحف الكبير فى منطقة الأهرامات، الذى- ولا شك- سيكون نقلة مهمة ونوعية فى الحركة السياحية الوافدة.

 كنت أتمنى أن يستغل القائمون على الحدث اهتمام العالم به للإعلان عن موعد محدد لافتتاح المتحف، بدلًا من «بداية العام المقبل»، التى يكررها المسؤولون فى الآثار، رغم انتهاء الأعمال الفنية بالمتحف بنسبة 100% وفقًا لتصريحات الكثير من العاملين به، خصوصًا أن من المتوقع حضور شخصيات عالمية له. أظن أن المعنيين بالأمر يُخضعون الحدث برمته لدراسة واعية للخروج به بالشكل اللائق بمصر وبحضارتها ومحبيها، ولكن الطمع فى استغلال الحدث لفتح طريق آخر من طرق التاريخ، ورصيد جديد لقوة مصر الناعمة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: