العرب اليوم
الكاتب - أشرف العشري

أشرف العشري : آن الآوان لإنهاء حالة الفوضى الإعلامية والكرة في ملعب الحكومة

البرلمان المصري في مرحلة مخاض وسيتغير آداء النواب للأفضل بعد بيان الحكومة

نجاحات السيسي تفوق نجاحات خمس رؤساء لمصر منذ عبد الناصر حيث الإنجازات فاقت التوقعات

الفرصة قائمة لتغيير وتعديل آداء الحكومة بعد بيانها في البرلمان وإجراء تغيير وزاري باتت ضرورة

القضاء على الإرهاب يحتاج لعدة سنوات ولابد من وضع إستراتيجية لإستئصاله من سيناء أولاً خلال عام
مكافحة الفساد يحتاج إلى تغيير جوهري فى التشريعات والقوانين ومصادرة أموال الفاسدين وأسرهم في الحال.

 

بعد إنتخابات مجلس النواب تغيرت الصورة الذهنية لدى الكثير من دول العالم بعد تطورات المشهد السياسي في مصر بعد أن أصبح لمصر برلماناً يأخذ مصر نحو أمن سياسي افضل وتعهد دولي بأن هذا الوطن استطاع أن يخطو خطوات إيجابية نحو مسار الديمقراطية مع العلم أن هذا الحضور البرلماني يجعل الصورة أصبحت مكتملة بشأن نجاح الدولة والحكومة في التنفيذ الدقيق والأمين لخارطة المستقبل بعد إعداد الدستور وإنتخاب رئيس الجمهورية والإستحقاق الثالث المتمثل في البرلمان والذي بلا شك يعقد الكثير عليه لرسم صورة متكاملة لمقومات البناء الديمقراطي وصياغة التشريعات والقوانين التى ستلعب دوراً كبيراً في تغيير ورسم المسار السياسي في المشروعات والقوانين الخاصة بنجاحات الحياة السياسية والاقتصادية في مصر.

*** في البداية كيف تُقيم الآداء البرلماني حتى الآن؟

بلاشك أن هناك صورة ضبابية في هذه اللحظة لدى المواطن المصري بشأن آداء البرلمان، وذلك انعكس علي الصورة الذهنية التى طبعت لدى العديد من المصريين بسبب المنظر الذي شابه الكثير من الهرولة وعدم دقة الإنضباط خلال الجلسات الأولي من انعقاد المجلس ولكن من السابق لآوانه أن تصدر أحكاماً نهائية على سير وطبيعة الآداء البرلماني قبل إنتظام دورة العمل الكاملة في الأسابيع والأشهر المقبلة حيث يترقب الجميع أن يكون هناك إعادة تصحيح للمسار من جديد بشأن الآداء والانضباط وبالتالي لدي قناعة بأنه مع قادم الأيام سيختلف الآداء لدى غالبية النواب وستصقل خبراتهم وسيكون هناك توجه نحو آ’داء أفضل ويتميز فيما يتعلق بالتعاطي مع الكثير من طلبات الإحاطة والتساؤلات التى سوف تكون أحد أدوات العمل الرئيسية لأعضائه في المرحلة المقبلة.

*** ما تقييمك لإئتلاف دعم الدولة؟

دعنا نتفق أن صورة البرلمان الحالية مغايرة تماماً لشكل ومضمون وجوهر ما كان يحدث في البرلمانات السابقة في مصر حيث هناك حضور وتمثيل وتنوع مختلف بشكل كبير وبالتالي يكون من الصعوبة بمكان أن تعود الصورة النمطية وتلك السائدة لدى بعض السياسيين من سيطرة ائتلاف أو فصيل على مقتضيات الأمور داخل البرلمان كما كان يحدث أيام الحزب الوطني المنحل هذا الأمر سيثري العمل والآداء البرلماني وربما يلعب دوراً كبيراً في الحراك السياسي والبرلماني بالإضافة إلى أنه سيجعل الكثير من القوانين تخضع لدراسات وتدقيق جيد للغاية كما سينعكس على الحياة العامة في مصر لكن من السابق لآوانه أن نحكم على التجربة خاصة لإئتلاف دعم الدولة بعد عدم تمرير قانون الخدمة المدنية فالأمر يحتاج إلى تغيير شكل التعاطي وحجم التربيطات وتكوين شبكة أمان لهذا الإئتلاف وغيره داخل البرلمان حيث أنه سيتم تصحيح الصورة في المرات القادمة وربما يستفيد الكثيرون من بعض الأخطاء والمسالب فيما يتعلق بقوانين أخرى ستحظى بأولوية بشأن الحياة في مصر مع إعادة النظر في قانون الخدمة المدنية بعد تصويب مساره وتصحيح كثير من مواده من قبل الحكومة التى تعكف حالياً على مثل هذا الأمر.

*** بعد 18 شهراً كيف تقيم فترة حكم الرئيس من حيث العلاقات الخارجية والإنجازات الداخلية؟

مرحلة تقييم الرئيس تصب في خانة توفير استحقاقات النجاح لهذا الرجل الذي استطاع في أقل من عامين من تحقيق انجازات كبرى عجزت أنظمة عديدة في مصر على مدار خمسون عاماً الماضية في الإقتراب منها وانجازها على سبيل المثال (مشروع قناة السويس ومشروع الفرافرة وإستصلاح 1.5 مليون فدان وشبكة الطرق العملاقة وتبلغ مساحتها 3.5 الآف كيلو متر) بالإضافة إلى النجاح الأول والأبرز وهو المتمثل في توفير الأمن والإستقرار لهذا الوطن بعد جرائم الإرهاب وإصطفاف الدولة ضد فصيل الإخوان الإرهابية ونجاحه في جعل مصر وطن للجميع بالإضافة إلى سلة طموحات لمشروعات الرئيس خلال الأشهر الماضية والتى لعبت دوراً كبيراً في شعبية الرئيس التى لم يحظى فيها رئيس بعد جمال عبد الناصر وأنا اتفق مع الرأي القائل أن الرئيس هو الوحيد الذي يعمل ولديه كثير من الإنجازات وأن خطواته تسبق الجميع بشأن حجم الإنجازات والنجاحات.

*** كيف ترى الفوضى الإعلامية الحالية؟

بكل تأكيد نحن نعيش فوضى إعلامية ضاربة في جنبات هذا المجتمع في حالة إستمرارها ستؤدي إلى مزيد من الخراب والتدهور في مناحي الحياة المصرية. أعتقد إننا مازلنا نعيش هذا الأمر من أكثر من 5 سنوات في ظل حالة التراشق والتلاسن الموجودة في أكثر من منصة إعلامية حالياً وإن كان في إعتقادي إننا في حاجة لتضافر الجهود من قبل كل المعنيين بضبط الإيقاع الإعلامي في مصر سواء من قبل الحكومة أو الجهات الإعلامية المختلفة (نقابة الصحفيين ونقابة الإعلاميين الجديدة) لتوفير الإستحقاق الكامل بشأن إسراع الإنتهاء من مجمل التشريعات الإعلامية وسرعة الدفع بها إلى البرلمان بعد إحداث التوافق المطلوب من قبل كافة المعنيين في محاولة لوقف هذا التخريف الذي لعب الإعلام دوراً كبيراً فيه داخل الشارع المصري وإن كانت الكرة الآن في ملعب الحكومة والجهات الإعلامية والصحفية لنقل هذا المشروع خلال الأسابيع القادمة إلى البرلمان الذي سوف يكون له دوراً كبيراً في مناقشة هذا المشروع وإصداره في أقرب وقت قبل فوات الآوان ولتكن قضية إصدار التشريعات الصحفية على رأس مقدمة جدول أعمال البرلمان القادم بعد بيان الحكومة مباشرة.

*** لماذا تراجعت الصحافة الورقية في مقابل الأون لاين؟

السيد الرئيس قال أن هناك حالة من التكدس داخل المؤسسات الصحفية خلال الــ10 سنوات الماضية مع عدم إحداث تغيير هيكلي وجوهري داخل المؤسسات الصحفية وأيضاً التعاطي مع قضايا كثيرة شكلت ازمات خاصة لتلك المؤسسات وهنا قضية الديون والأجور بالإضافة إلى تراجع الآداء المهني داخل هذه المؤسسات بما يتماشى مع متغيرات عصر السوشيال ميديا حيث مازال الآداء المهني باهت والجوهر غير جيد الأمر يحتاج إلى ثورة تصحيح داخل المؤسسات الصحفية مادياً وهيكلياً ومهنياً في المقام الأول.

*** هل المهنة تفتقد إلى الكوادر البشرية وهل عصر مبارك السبب في ذلك؟

بالفعل عصر مبارك أحد الأسباب الرئيسية لمأساة الإعلام المصري حالياً حيث أن أخطاء وتراكمات مبارك لعبت دوراً وليس فقط في تخريب الحياة الإعلامية والصحفية فقط وإنما في تأزيم وإيصال الأوضاع لطريق مأسوي داخل المسار الإعلامي في مصر بسبب الإبقاء على كثير من بعض رجال مبارك في قيادة هذه المؤسسات والقضاء على أجيال كثيرة لم تنل فرصتها في إثراء الحياة الإعلامية والكل يعلم كيف كان يدار المشهد الإعلامي في مصر من خلال قيادات الحزب الوطني المنحل التى أضرت مصر بكثير من النكبات وتفاقم الأزمات التى سنظل ندفع أثمانه وفوائده لسنوات قادمة.

*** ما هي مواصفات رئيس الحكومة القادم؟

بكل تأكيد المعادلة ستتغير داخل الحكومة في المرحلة المقبلة بعد تقديم بيانها المرتقب للبرلمان القادم حيث ستحظى بنقاش مطول وصارخ في القضايا الوطنية تجاه المواطن المصري للاقتصاد وصحة وتعليم وكذلك في المرحلة المقبلة حيث أن هذا البيان والنقاش من قبل البرلمان ربما يغير الصورة كلية في ضوء حصول بيان الحكومة على الموافقة من عدمه حيث سيكون هناك جبهات وتكتل داخل البرلمان لنقاش كثير من القضايا في بيان الحكومة التى ارى أنها ستخضع لإختبارات دقيقة للغاية داخل البرلمان وإمتحان عسير وربما يؤدي إلى – في المرحلة المقبلة وأعتقد أن هذا الأمر ورغبة العديد في الشارع المصري – للإتيان بوزراء ورجال دولة يستطيعون تحقيق الإنجازات التى ترضيها الشارع المصري بتغيير مجري الحياة الاقتصادية والتنموية في مصر.

*** ما هي التحديات التى تواجه الدولة المصرية حالياً؟

التحديات كثيرة ومتنوعة أولها الأزمة الاقتصادية وتغيير معدلات الانتاج في مصر والسعي نحو إقامة العديد من المشروعات العملاقة التى تلعب دوراً كبيراً في معالجة أزمة البطالة وتوفير فرص عمل لملايين الشباب بالإضافة إلى التحديات الخاصة بالتعليم والصحة والتى تحتاج إلى تضافر الجهود لجميع المصريين في مصر ليس الدولة وحدها ولكن عبر قطاعات مختلفة متمثلة في رجال الأعمال الذي بات دورهم ضرورة ملحة في الإسهام في إقامة مشروعات عملاقة تفتح آفاق جديدة أمام الشباب المصري. أيضاً الإستفادة من التجارب والمشروعات الصغيرة والمتوسطة التى لعبت دوراً كبيراً في تقدم عدد من دول العالم النامي وتغيير مجرى الحياة الاقتصادية وخلقت كيانات اقتصادية كبيرة لنمور عملاقة في دول اسيا وأمريكا الجنوبية بالإضافة إلى التحدي الأكبر وهو القضاء على الإرهاب الذي يمثل هاجساً للمصريين حيث سيظل هذا التحدي قائماً لعدة سنوات في ضوء حالة التوتر الإقليمي والدولة حالياً وظهور العديد من التنظيمات الإرهابية أبرزها داعش في تهديد أمن وإستقرار الدول.

*** وكيف نقضي على الفساد في مصر؟

هذه أصعب أزمات تواجه نجاحات الدولة المصرية حالياً وللآسف هي أحد الموروثات السابقة للنظام السابق وبالتالي أرى أن الأمر يحتاج إلى إعادة صياغة قانونية وتشريعية جديدة وخلق مجموعة من الكيانات الحكومية والمستقلة لوضع خطة طموحة لمواجهة الفساد والتعاطي بشكل فوري وسريع مع كافة أزمات الفساد داخل المحليات في المقام الأول ثم في بقية مؤسسات الدولة وذلك لن يأتي إلا بعد إعادة تشكيل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ومنحها كثير من الصلاحيات وبعض الهيئات المستقلة والرقابية عبر إجراءات وتشريعات تلعب دوراً كبيراً لمحاربة هذه الآفة عبر القواعد الرادعة وأيضاً إصدار أحكام ناجزة تتعلق بمصادره أموال وأسر المتورطين في الفساد في الحال لصالح الإقتصاد الوطني.

*** إلى أين تتجه أزمة سد النهضة؟

هذه الازمة مازالت محور نقاش وإهتمام بالغ الأهمية من قبل الدولة ممثلة في الرئيس ووزارة الخارجية والري وبعض الجهات الأمنية حيث يتم ترتيب الأوراق والدور المصري للنقاش والتفاوض بشكل إيجابي للغاية الأمر الذي سينعكس بشكل إيجابي على الإجتماعيين الأخيريين في مفاوضات الخرطوم واللجنة السداسية للدول الثلاث لتقديم مجموعة من الدفوع المصرية الإيجابية والتى قطعت الطريق على المراوغات والمماحكات الأثيوبية لشراء الوقت أملاً في تنفيذ هذا المشروع بعيداً عن الرقابة والتقاسم العادل لمياه النيل بين الدول الأعضاء الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى إجبار أثيوبيا في نهاية الأمر على قبول استحقاق المطالب المصرية بما لايؤثر على حصة مصر وفي نفس الوقت إجبار إثيوبيا على تغيير كبير في تحركاتها الفنية بشأن إقامة هذا السد، ولى ثقة كبيرة أن قوة الضغط المصرية وهذا الحراك الإيجابي داخل المفاوضات للجانب المصري سينعكس إيجابياً على تغيير المعادلة داخل اجتماعات الدول الثلاث المستقبلية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: